للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا ربِّ واحشرني بزُمرته إذا ... هبت سعيرُ لظًى وهال الموقفُ

فبجاه أحمدَ لم أزل مُتَشَفِّعًا ... مِنْ مالكٍ وبدينه أتحنَّفُ

صلَّى عليه اللَّه ما ذُكِرَ اسمُه ... لشجٍ فَهَامَ إليه صبٌّ مُدْنَفُ

ومنه ما أنشد عقب ختم "فتح الباري" بالمنكوتمرية, فقال:

خُذوا حديث الغرام مُسنَدْ ... عَنْ مُستهامِ الفُؤادِ مُبعَدْ

وسَلْسِلُوه بِدُرِّ دمعي ... فابنُ مَعينٍ به تَفَرَّدْ

يا خدُّه الواقديُّ (١) رفقًا ... بخاطرٍ منك قَدْ توقَّدْ

وثغرُه الجوهريُّ كم ذا ... يمنعني ريقَك المبرَّدْ

باللَّه يا راحلًا بقلبي ... هل (٢) لفؤاد المشُوقِ مِنْ رَدْ

اللَّهَ اللَّهَ في محبٍّ ... بنظرةٍ منك ما تزوَّدْ

يُكَفكِفُ الدَّمع في جيوبٍ ... خوفَ وُشَاةٍ له وحُسَّدْ

لو سُمْتُه قُبْلَةً ولو في المنـ ... ـامِ بالرُّوح ما تردَّدْ

للَّه ساجي اللَّحاظِ ألمى ... أغنُّ لَدْنُ القَوامِ أغيَدْ

ألثغُ حُلْوُ الكلامِ كادَت ... حلاوةُ الثَّغْرِ منه تُعْقَدْ

البدرُ (٣) قد لاح مِنْ سناه ... والغُصْنُ من عِطفِه تأوَّدْ

رقَّ أديمًا فكاد يجري ... على فؤادٍ له كجلمَدْ

لو هفواتُ النَّسيم مَرَّتْ ... عليه من لُطفه (٤) تجَعَّدْ

جامعُ حسْنٍ إذا تبدَّى ... خرَّت عيونُ الأنامِ سُجَّدْ


(١) في (أ): "الواقد".
(٢) في (أ): "قل".
(٣) في (أ): "الثغر".
(٤) في (ط): "لفظه"، تحريف.