للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقُبلةُ العِشْقِ إن تُغنِّي ... أبصرتَ في الحالتين مَعبَدْ

صيرتُ دمعي عليه وقفًا ... مُسبَّلًا جاريًا مؤبَّدْ

وعاذلٍ كان قبلَ هذا ... يطعنُ في حُسنِه ويَجْحَدْ

ومُذْ بدا وجهُه هلالًا ... يفوقُ بدرَ السَّما تَشَهَّدْ

وزان خدَّيه حُسْنُ خالٍ ... بكعبة الحُسْنِ قَدْ تعبَّدْ

حَمَاهُ ربي فكيف أضحى ... في وسط نيرانها مخَلَّدْ

لم أنْسَ إذ زارني بليلٍ ... كأنَّه كوكبٌ توقَّدْ

وابتسم الثغر عن لآلٍ (١) ... فَهِمْتُ في عِقدها المُنضَّدْ

واستعبَرَ الجَفْن مِنْ دموعٍ ... لمَّا رأى صدْرَهَ تنهَّدْ

أرشَفَنِي مِنْ رحيقِ ثغرٍ ... كاسًا وحيَّا بوردِه الخَدْ

شمِمت منه عبير خالٍ ... يعبَقُ مِنْ نشره شَذَا النَّدْ

فَيَا له عنبرٌ ذكيُّ ... وعاذلِي فيه قد تَبَلَّدْ

يا مالك (٢) الحسن جُد بنعما ... ن وَجنَتَيْ خدِّكَ الموَرَّدْ

وإن تكن شافعي فإني ... أشكرُ ربَّ السَّما وأحمدْ

قاضي قُضاةِ الأنامِ كنزُ الـ ... ـغنى حليف النَّدى المؤبَّدْ (٣)

حامي ذُرى المجد والعُلَا مَنْ ... فاقَ الورى في حُلا وسُؤدُدْ

بنى له الفضلُ بيتَ عَلْيا (٤) ... له بساطُ النُّجوم مَقْعَدْ

وأعربَتْ عن عُلاه خِيمٌ (٥) ... بالعطف معروفُها تأكَّدْ


(١) في (أ): "هلال".
(٢) في (أ): "يا مالكي".
(٣) في (ب) والمختصر: "المؤيّد".
(٤) في (أ): "عالي".
(٥) في "المختصر": "وأعرب الفعل عن صفات". وفي هامش (ط, ح). "الخِيم -بالكسر- السجية والطبيعة".