للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنه، ممَّا نقلته مِنْ خط ناظمه النواجي رحمه اللَّه:

تذكَّرَ عهدًا بالغُويرِ ومَعْهَدَا ... ومعنًى يروق الناظرَ المتَردِّدَا

وشاهدَ ربعًا بالعقيق ومَرْبَعًا ... فساقط دُرَّ الدَّمعِ مثنًى وموحِدَا

حليفُ جوى هيمان ظمآن كلَّما ... شكى علةً للربع جاوبه الصَّدَى

مَليٌّ مِنَ التَّسهيد والدمعُ مملقٌ ... مِنَ الصَّبر لا يلقى على البَيْنِ مُسعِدَا

على حين زُمَّت بالحبيبِ رواحلٌ ... لنَجْدٍ فلم تترك لقلبيَ مُنجِدَا

هُمُ أودعوا دُرَّ الحديث بمَسْمَعي ... فسال عقيقًا مِنْ جفوني وعَسْجَدَا

وفي الرَّكب حوراءُ العيون إذا رَنَت ... لرِيمِ الفَلا في التِّيه راح مشرَّدَا

مهفهفةٌ لولا جوارحُ لحظِها ... على عطفها غنَّى الحمام وغَرَّدَا

ترعرعَ مِنْ ماء الشَّيبَةِ خَدُّهَا ... فأينعَ وَرْدًا كلَّلته يدُ النَّدَى

فيا ظمأ المضنيِّ إلى عذْب وردِه ... إذا ما رأى الخدِّ الأسيلَ مورَّدَا

وشاهدَ (١) بدرًا لو يلُوح هلالُه ... لغادرَ طرفُ الشَّمس في الحال أرمَدَا

وشَعرًا وثغرًا إنْ تأملتَ فيهما .. ترى الفرقَ ما بين الضَّلالةِ والهُدَى

أكرِّرُ طرفي في بديع حُلَاهُ كَيْ ... أُشاهِدَ معنى الحُسن منها (٢) وأشهدَا

وأحذرُ إن هبَّت مِنَ الثَّغرِ نسمةٌ ... على لُطْفِ ذاك الجسمِ أن يَتَجَعَّدَا

تزخرف بالأصداغِ قِبلة وجهها ... فتونًا فتُسبي الزَّاهدَ المتعبِّدَا

وتتلو على الأسماع آياتِ حُسنها ... فيصبحُ كلٌّ للإله موحِّدَا

فسبحان مَنْ أهدى لنور جبينها ... بمشكاة فيها كوكبًا قد توقَّدَا

وأطلع (٣) نجم السَّعد بالثغر للورى ... نهارًا ولم يخْلُق محاسنَها سُدَى


(١) في (أ): "وشاهدت".
(٢) في (ط): "فيها".
(٣) في (أ): "وأطلق".