للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قرأت "صحاحَ الجوهريِّ" بثغرها ... ومِن ريقها ذُقتُ الزُّلالَ المبَرَّدَا

مُجاهدُ ذاك اللَّفظ (١) أضحى مقاتلًا ... يُفَوقُ سهمًا نحو قتلي مسدَّدَا

ومنزلُ قلبي كان بالحُبِّ عامرًا ... فخرَّبه لمَّا أخاف وهَدَّدَا

تمالت بجيدٍ مالَ فيها مَع الهوى ... فأجرى عيونًا مِنْ دَمِي وتقلَّدَا (٢)

وقالت: تجلَّد، قلتْ: قد صرت (٣) أعظُمًا ... هبينيَ جِسْمًا واسأليني التَّجلُّدا

محبُّكِ في ذا اليوم يا ميُّ ميِّتٌ ... فأوليه خيرًا ترتجي أجرَه غَدا

عجبتُ لسيفٍ مِنْ جفونك مُرْهفٌ ... تصدَّى لقتلي وهوَ ما زال مُغْمَدَا

وعهدي بسهمِ اللَّحظ يُنْسَبُ للخَطا ... فما باله في قِتْلَتي قد تعمَّدَا

وأعجب مِنْ ذا أنَّ ريقَك سَلْسلٌ ... فُراتٌ وفيه الدُّرُّ يُلْفَى منضَّدَا

ليَ اللَّه قلبًا قد قضى نحبَه أسًا ... عليها ومِنْها نظرة ما تزوَّدَا

وعقد دموعٍ (٤) كلَّما رُمْتُ صونَه ... بعينيَ أضحى مثل شملي مُبدَّدَا

فأرْوِي "حديث القُلَّتين" مُسلسلا ... إلى ابن معينٍ مِنْ أماليه مُسنَدا

وأحمِلُ منه مطلقًا كلَّ ما جرى ... على القلب إذ أمسى بشجوي مقيَّدا

تفقَّهتُ في شرع الغرام مُيَمِّمًا ... طريقًا بها في مذهب القومِ يُهتدَى

فبي يَقْتَدِي العُشَّاقُ في الحُبِّ مثلما ... بقاضي قُضاة العصر في العلم يُقتدَى

إمامُ الفتاوى قِبلَةُ الفقهِ جامع الـ ... أُصول خطيبُ الوقت للدِّين قد هدَى

أقامَ منارَ الشَّرع إذ أذَّنوا له ... بفضل وبالتسليم أعلن في النِّدا

فصلَّت له الأقلام (٥) في الطرس وانْبَرَتْ ... على رأسها في العلم تسعى (٦) لتسعدا


(١) في (أ): "اللطف".
(٢) هذا البيت ساقط من (ط).
(٣) في (أ): "حرت"، تحريف.
(٤) في (ط): "دموعي".
(٥) في (أ): "الأقدام"، تحريف.
(٦) في (أ): "تسقي".