للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكم فتحتَ لتلخيص البراعةِ من ... بابٍ، فأغنيت عَنْ "مفتاح" سَكَّاكي

بمنطقٍ وبراعاتٍ مطالعُها ... شمسيةٌ أشرقت مِنْ قطب أفلاكِ (١)

وبحرُ فقهِكَ ضاهته السَّما فغَدا ... يُحَفُّ كل بأفلاك وأملاكِ

للَّه درُّك ما أوفاك من عَضدٍ ... عانٍ بجُلِّ أصول الفقه دَرَّاكِ

شادَ الذُّرى وبنى للمجدِ بيتَ عُلًا ... فلم يَدَعْ من مَعَالٍ قِيدَ مِدْماكِ

عَدُوُّه منه في أمنٍ وكم حذِرت ... أموالُه خوفَ إتلافٍ وإهلاكِ

يميلُ غصن النَّقا شوقًا لعطفِك يا ... أقلامَه ورماح الخطِّ تخشاكِ

سَلسِلْ أحاديثَ بشرٍ عن عطاهُ وعَنْ ... معروفه لابن بسَّامٍ وضحَّاكِ

إنْ أمسَك النِّيلُ يومًا عَنْ أصابعه ... فكفُّهُ بالعطايا غير مسَّاكِ

يا نسمَةً ليَ أهدت في الثنا خبَرًا ... يُعزَى لأنفاسه ما كان إذ ذاكِ

مِنْ حيِّ نعمانَ أم من عسقلانَ سرت ... أم من شذا نفحةِ "الفِردوسِ" رَيَّاكِ

ويا جواريَ جُودٍ من عوائده ... على البريَّةِ باسم اللَّه مجراكِ

ويا براعة إنشاءٍ يُحبِّرُها ... يَراعُه جلَّ مَنْ باللُّطف أنشَاكِ

ويا فُروع أصولٍ منه دانيةٌ ... ظلالُها في البرايا طابَ مجناكِ

ويا مواتَ عُلومٍ لو عُرِضْتِ على ... أفكاره في نهار العرضِ أحياكِ

ويا أسانيدَ أخبارٍ بجوهرها ... ما كان أعلاك بل ما كان أغلاكِ

ويا درَارِي اضْمحلِّي بالشِّهاب، فقد ... مَحَا سَنَا ابنِ عليٍّ حُسنَ مرآكِ

ويا أماليَ مالي لا أهيمُ وقد ... طربتُ عند سماعي وصفَ مغْناكِ

رشفتُ كأسَ سُلافٍ من حلاك وما ... لثمتُ ثغرَ عَذولي حين سمَّاكِ

لا زال غيثُكِ سحَّابًا أيادِيَه ... وفيضُ يمناك مقرونًا بيُسراكِ

هَمَتْ أصابعُ نَيْلِ منكِ منعِمة ... على الورى، فأدام اللَّه نُعماكِ


(١) في (ب): "أملاك".