للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مهذَّبٌ روضهُ التَّحقيقُ بحرُ ندًى ... بسيطُ علمٍ وجيزُ اللَّفظِ حاويهِ

تتمَّةُ الفضلِ في منهاج عُدَّتِه ... إبانةٌ أعربت عَنْ حسن تنبيهِ

برٌّ جوادٌ كَبَتْ عنه الفحولُ فما ... في حَلْبَةِ السَّبق أصلًا مَنْ يُجاريهِ

ماضي الشَّكيمة لا يَثْنَي أعِنَّتَه ... جاهٌ ولا عَنْ طريقِ الحقِّ يَلويهِ

بل كلُّ ما يُسخِطُ الرَّحمنَ يُسخِطُه ... حتمًا، وما كان يرضي اللَّهَ يُرضيهِ

وما تَردَّد فيه قال: إن يَكُ مِنْ ... عند الإله حقيقًا، فهو يُمضيهِ

كم أمَّ ركبَ حِمَى علياهُ فانْبَعثت ... له بَواديه إذ حلت بِوَاديهِ

وشاسع الدار (١) قد شطَّ المزار به ... أضحى رجاه يناديه بناديهِ

يا كعبةَ الفضلِ يا مَنْ لم أزل أبدًا ... أسعى إليه وأشواقي تلبِّيهِ

ومَنْ تجرَّد فيه قصدُ طالبه ... فالعزمُ قائدُه والحزمُ حاديهِ

في منحناه ضُلُوعي حرُّ نارِ غَضًا ... بالبَيْن في جمرات القلبِ يَرميهِ

لا تخشَ بيتَ فُؤادٍ أنتَ مالكُه ... ضيمًا فللبيت ربٌّ سوف يَحمِيهِ

وما خلا عنك قلبٌ أنتَ ساكنُه ... و"صاحبُ البيت أدرى بالَّذي فيهِ"

ما شرَّفَ اللَّه مِنْ بيت النُّهى حَجرًا ... إلا لسِرٍّ قديمٍ مُودَعٍ فيهِ

إذ أنبعَ اللَّه عينًا منه فانبجست ... على مواتِ رُسُومِ العلمِ تُحييهِ

ففيَّأ الخلقَ ظلًّا من مَراحِمِه ... وطبَّقَ الأرضَ علما مِنْ فتاويهِ

بحرٌ رأينا الوفَا مِنْ راحتَيه فما ... أصابع النِّيل إن جادت أياديهِ

إنْ يُحمَدُ البحرُ إذ يروي البقاع فحبـ ... ـرُ العلمِ أحمدُ كَمْ أمسى يُروِّيهِ

والبحر تروى خَلَا فيه الرِّعاء وذا ... عَذْبُ النَّمير بكفيه حَلَا فِيهِ

علا مَحلًّا وإسنادًا (٢) وتسميةً ... ومَحْتِدًا ليس فيها منْ يدانيهِ


(١) في (ب): "وسامع الدر"، تحريف.
(٢) في (أ): "أسماعًا".