للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا تسألوا في الهوى عَنْ فيض مَدمَعِه ... فما جرى منه يومَ البَيْنِ يَكفيهِ

أودعتمو سمْعَه (١) دُرَّ الحديث وقد ... بِنْتُم، ففاض عقيقًا من مآقِيهِ

أقولُ والقلبُ قد أشْفَى على تلفٍ ... ظُلمًا وقد كُتِبَتْ فيه فَتَاوِيهِ

يا حاكمَ الحُب رفقًا بالفؤاد وسَلْ ... من مَدمعي وخُذِ الْمَا مِنْ مجاريهِ

ما بال مَنْ لم أُنَوِّهُ بالسُّلُوِّ لها ... ترومُ قتلي بإظهارٍ وتنويهِ

وما لظبيةِ أُنسي وهي نافرةٌ ... ترعى حُشاشَة قلبٍ لا تُراعِيهِ

في لمحة الطَّرف تَرمي قلبَ عاشِقها ... عَنْ قوس حاجبها عمدًا فَتَسْبيهِ

ما جردتْ سيفَ سحر مِنْ لواحظها ... إلا تذكَّرَ عهدًا مِنْ مواضيهِ

ولا ثَنَتْ في رداء (٢) الشّعر قامتها ... إلا حسِبْنا النَّقا عادت لياليهِ

يا والهًا بتَوالي العَذْل عنَّفني ... فيها، فأضنى فؤادي في تواليهِ

شوَّهتَ نطقَكَ إذ برَّحت بي، فلَكَمْ ... تَقلَّى حشاي بتبريحٍ وتشويهِ

إن أوْرَثَ الجفنُ جسمي في محبتها ... سُقمًا، فما لبيانِ الثَّغر يَشفيهِ

أو ضلَّ في ليل شَعرٍ (٣) مِنْ ذوائبِها ... فهديُ قاضي قُضاة العصر يَهديهِ

العالمُ العاملُ الحَبر الإِمام ومَنْ ... جاز النِّهايةَ علمًا في مباديهِ

حامي الكتيبة ميمون النَّقيبة محمـ ... ـود الضَّريبة فرد في معاليهِ

شهاب علمٍ رَقَى أوْجَ العُلا فجَلَا ... غياهِبَ الشَّكِّ وانجابت دياجيهِ

حليفُ مجدٍ عليُّ الجَدِّ خِدنُ ندًى ... مكرَّمُ الأصل زاكي الفرعِ نامِيهِ

أغَرُّ وضاحُ وجهِ نورُ غُرّتِه ... مقدمٌ وضياءُ البدرِ تاليهِ

ذُو منطقٍ ببديعِ القولِ مكتمل ... يُريك كلَّ بيان في معانيهِ

تجانست فيه أوصافٌ مطابقةٌ ... فالعلمُ يرفعه والحِلْمُ يُدنيهِ


(١) في (أ): "سهمه"، تحريف.
(٢) في (أ): "ولا ثبت في ذُرى"، تحريف.
(٣) في (أ): "شعري".