للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد بن زين] (١) الطَّنتدائي الأصل، ثم النِّحريري الشافعي المقرىء الأصمّ، الشاعر المشهور بمديح النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وصاحب الأحوال والكرامات.

مدحه بقصيدة (٢) سماها "نظم الدرر في مدح ملك العلماء ابن حجر" وهي:

إذا كان خصمي في المحبَّة حَاكِمي (٣) ... فمَنْ ذا له أشكو وجوه (٤) مظالِمي

وما حالُ مَنْ يشكو أذاهُ لخصمه ... ولا سيما خصمٌ يُرى غيرَ راحمِ

وكم واحد آذاهُ في الحُكْمِ حاكمٌ ... وألزمه ما لم يَجِدْه بلازمِ

وإنِّي لمظلومٌ ولم ألْقَ حاكمًا ... يخلِّصني مِنْ ظلمِ مَنْ هو وظالِمي

بأبوابِ أهلِ الظُّلم أصبحتُ قائمًا ... ومِنْ طولِ ما قد قمتُ كلَّت قوائمي

وما نلتُ شيئًا غيرَ إتعابِ مُهجَةٍ ... وموجود وجد (٥) وانتكادٍ ملازمِ

ولو أنني ألقى مِنَ النَّاس واحدًا ... يساعدُني في الخيرِ عزَّت عزائمي

فلم ألقَ إلا شامتًا بمصيبةٍ ... ومَن وعدُه أضغاث أحلامِ نائمِ

به إن خبأتُ السِّرِّ مستودِعًا له ... وقلت له: اكتُمْ، لم أجِدْه بكاتِمِ

بليس فلا توقع صلاحا على امرىءٍ ... ولو أنَّه يدعى دوامًا بصائمِ

وكم مِنْ ذئابٍ بالثِّيابِ تستَّرت ... وكم مِنْ أفاع سُتِّرَت بالعمائمِ

وما نهسة الأفعاء إلا عظيمةٌ ... وما جلدُها في اللَّمس إلا بناعِمِ


(١) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(٢) قال المصنف في ترجمته من الضوء اللامع ٧/ ٢٤٦: وامتدح شيخنا بما أودته في "الجواهر".
قال: ولا يتحامى الألفاظ المطروقة على ألسة العامّة، بل ربما رقع في شعره اللَّحن.
قلت: وقد وقع شيء منه في هذه القصيدة.
(٣) في (أ): "حاكم".
(٤) في (ب): "وجود".
(٥) في (أ): "وجه".