للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلا تَقِسَنْهُ في الزَّمان بغيره ... فليس له فيه (١) يُرى من مُساومِ

له خيرُ منهاج يُعدُّ محرَّرًا ... ومفهومه تنبيه مُدعَى بنائِمِ

فما هو إلا روضةٌ طابَ فيؤُها ... لها خيرُ ثغرٍ مستدامٍ بباسمِ

وأحيا عُلومَ الدِّين في عصره وقد ... بدا شاملًا بحرًا لمُدعَى بعائمِ

وما هو إلا خيرُ تالٍ وقارىء ... وللنَّثرِ والأشعارِ أنْظَمُ ناظمِ

وألفاظُه في الدرسِ درٌّ منظَّمٌ ... تفوف بتزيينٍ سوارَ المعاصمِ

له أسند التصريف في كلِّ كائنٍ ... ولم يَكُ محتاجًا لفعلِ الجوازمِ

ويعطي دوامًا مَنْ أتاه بسائلٍ ... وأصبحَ مشهورًا بفعلِ المكارمِ

ألا إنَّه في العلمِ أعلمُ عالمٍ ... ألا إنَّه في الحكم أحكمُ حاكمِ

ونال مِنَ الخلَّاق خيرَ فِراسةٍ ... تميَّز بها في حصادٍ (٢) وقائمِ

يقدم في النّياب مَنْ صحَّ دينُه ... ولم يخْشَ في التَّقديم لومةَ لائمِ

ومنه أتانا خيرُ قاضٍ وحاكمٍ ... نقيٌّ تقيٌّ صارم خير صارمِ

فبان به للبحر ثَرَّة فرحةٍ ... وحلَّ سرورٌ مِنْ زوالِ المظالمِ

رأينا له في الحكم أحسنَ سيرةٍ ... ورفق ومفهوم وخير ملازم

أبوه وليُّ اللَّه قاضي محلِّه ... موفَّقُ دينِ اللَّه كنزُ المغانِمِ

على نجله بالدين قد أثبت الورى ... فحلَّ بإقدامٍ صلاح تقادمِ

ونحنُ مِنَ الخلَّاق نرجو بقاءه ... ونطلبُ هذا مِنْ كريمٍ وراحمِ

ألا يا شهابَ الدِّين قاضي قُضاتِنا ... ومَنْ شيّعَ في الدُّنيا بخيرِ التقادمِ

أدمه لنا (٣) واغنم دعاءً لصالحٍ ... فإنَّ دُعا الصُّلَّاحِ خيرُ المغانمِ


(١) "فيه" ساقطة من (ب).
(٢) كذا في الأصول، وصوابه "حصيد".
(٣) في الأصول: "أدمه بنا".