للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تدنُو مِنَ الألف إن عُدَّت مجالسه ... فالسُّدْسُ منها بلا قيدٍ لها حَصَلا

يتلوه تخريجُ أصل الفقه يتبعُها ... تخريجُ أذكارِ ربِّ قد دنا وعلا

دنا برحمته للخلق يرزُقُهم ... كما علا عن سماتِ الحادثات عُلا (١)

في مدة نحو"كجٍّ" رحتُ أحسُبها ... ولي من العُمر في ذا اليوم قد كَملا

ستًا وسبعين عامًا قد مضت هملًا ... مِنْ سُرعة السِّير كالساعات يا خجلا

إذا رأيتُ الخَطايا أوبَقَتْ عملي ... في موقِفِ الحشر لولا أنَّ لي أملا

توحيدُ ربي يقينًا والرَّجاءُ له ... وخدمتي ولإكثاري الصَّلاة على

محمَّد في صباحي والمساءِ وفي ... خطِّي ونُطقي عساها تمحَقُ الزَّللا

فأقرَبُ النَّاس منه في قيامته ... مَنْ بالصَّلاةِ عليه كان مُشتغلا

يا ربِّ حقِّق رجائي والأولى سمعُوا ... منِّي جميعًا بعفوٍ منك قد شملا

وقد رؤي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في مجلس الإملاء مرارًا كما ذكره لي بعض مَنْ يُوثق بدينه وفضله (٢)، ويكون المجلس غاصًّا بالأئمة والعلماء والفُضلاء مِنَ الطلبة، وهم في الغالب زيادة على مائة وخمسين نفسًا.

وممَّن كتب عنه الإملاء -كما رأيته- الكمال المجذوب [أحد المعتقدين] (٣)، وافتتح كتابة المجلس بقوله -كما قرأته بخطه-: قال الشيخ الإمام العالم العلامة، شيخ الحديث، سيدنا وقدوتُنا المحدِّث عن


(١) قول ابن حجر رحمه اللَّه: "دنا برحمته" وقوله: "علا عن سمات الحادثات" تأويل لصفات اللَّه سبحانه وتعالى، وهذا خلاف عقيدة أهل السنة والجماعة من السلف الصالح، إذ صفات اللَّه تعالى تُمَرُّ كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل.
(٢) من يوثق بدينه وفضله هذا، إما أن يكون واهمًا أو قد لُبِّس عليه، فلم يؤثر عن أهل إلى مِنْ والفضل أنهم رأوا رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته، ولو أُثر عن أحد منهم، لكان أولى الناس برؤيته وأحقهم صحابته رضوان اللَّه عليهم، والعجب من المصنِّف كيف يورد هذا ويعتقده. أم أن غلوَّه في حبِّ شيخه دفعه إلى ذلك؟!.
(٣) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب) يزيد في هامش (ح) بخط المصنف.