للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

صغيرًا- للعلَّامة المفوَّه عز الدين القدسي، فقام شيخُنا صاحبُ الترجمة حتى استعاد الوظيفة للولد المعيَّن، وباشرها عنه، ثم آل الأمرُ فيها إلى أن أخذ للشيخ تقي الدين مِنَ العزِّ القدر الذي كان دفعه والدُه إليه، وآثره هو بما كان تأخَّر، ورجعت الوظيفة للعزِّ. هذا ما حكاه لي شيخُنا التقي المذكور، وكتبتُه دفعًا لمن يتكلَّم بالهوى، واظهارًا لمقاصد شيخنا الجميلة.

واستقرَّ فيها بعد القُدسيِّ القاضي نور الدين بن سالم، ثم الشيخ شصى الدين النَّواجي، وحضرت معه إجلاسه فيها، ومات فحُفظت لولده، واشيب عنه فيها. [ثم صارت بعد وفاته للشمس بن قاسم، ثمَّ رغب عنها لداود الأزهري المالكي] (١).

ثم ولي تدريس الحديث بالجامع الطُّولوني عِوَضًا عن التقيِّ علي حفيده ابن (٢) العراقي بحكم وفاته سنة ثلاث وثلاثين، وكان كتب له تفويضًا به بعد وفاة جدِّه في ذي القعدة سنة ست وعشرين وثمانمائة، واستمرَّ بيده حتى مات، فاستقر فيه العلاءُ القلقثشديُّ، وركب في مرض موته عنه لولده وأخيه، فلمَّا مات أخوه، استقلَّ الابن بذلك.

ودرَّس للمحدثين نيابةً عن ولده -كما تقدَّم- بمدرسة حسن في سنة تسع وعشرين، ثمَّ استنزل ولده عنها لتلميذه العلامة نور الدين بن سالم، ثم رغِبَ عنها ابنُ سالم في حياة شيخنا للنَّواجي، ثم بعد وفاته حُفِظَت لولده، [فلما مات أخذها عبد البر بن الشحنة] (٣).

وولي أيضًا تدريس الحديث بالقبة المنصورية عن [صدر الدين أحمد بن جمال الدين محمود بن العجمي] (٤)، ثم رغب عنها للعلامة الفقيه


(١) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(٢) "ابن" ساقطة من (ب).
(٣) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(٤) ما بين حاصرتين بياض في (ب).