للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

البدر بن الأمانة، وذلك حين ركب عن درس الفقه بالشَّيخونية كما سيأتي، وقال النَّاسُ: لو أُعطي ابنُ الأمانة الفقه، والآخرُ الحديث، لكان أولى، فقال: إنَّما أردت أعرِّف مقام الرَّجلين فيما لا يُظَنُّ بهما معرفته، ليشتهر أمرُهما بذلك كما اشتهر بغيره.

فلما مات البدر، استقر فيه أولادُه، ثم رغبُوا عنه بعد دهرٍ لسبط صاحب الترجمة.

[وقد قال صاحب التَّرجمة في جمادى الأخرى من سنة إحدى وثمانين (١): عُقِدَ مجلس بسبب عزِّ الدين الرَّازيُّ حين وَلِيَ تدريس الحديث بالمنصورية، فقام في ذلك البرهانُ الأبناسي والزَّينُ العراقي وغيرهما، وقالوا إنَّ هذا لا يعرف شيئًا مِنَ الحديث، وأعطوه جزءًا مِنْ "صحيح البخاري" ليقرأ فيه بالحاضر، فافتُضِحَ حين قرأ، لكونه صحَّف الواضحات، وآل الأمرُ إلى أن أخذ التدريس جمال الدين محمود بن العجمي المحتسبُ لنفسه، وصار يستحضرُ بعض المحدِّثين إلى منزله، ويقرأ عليه الحديث، بل وجماعة من المنتفعين، كالآمدي والدِّجوي، واستمرَّ بيده حتى مات، فاستقرَّ فيه ولدُه صدر الدين أحمد بعده، إلى أن صار إلى شيخنا صاحب الترجمة] (٢).

ثم ولي مشيخةَ الحديث بالمدرسة التي استجدَّها الزَّيني الاستادار، بعد الفراغ مِنْ عمارتها بْمدَّة، بالتماس الواقف وغبره مِنْ حاشيته لذلك مِنْ شيخنا، قصدًا لحصول التجمُّل به، وسألوه تعيين جماعةٍ مِنْ طلبته، فعيَّن سبطه والبقاعي وكاتبه (٣) وغيرهم، وكنَّا نحضر معه ويقرأ عليه الشيخُ شهابُ الدِّين بن أسد شيخ القراء، وربما جلس الواقفُ قريبًا للسماع. وكان رحمه اللَّه يؤثر بمعلومه فيها (٤)، ولم يقرر صاحبها فيه (٥) بعد موته أحدًا،


(١) في (أ) "إحدى وثمانين وثمانمائة"، خطأ. والخبر في حواث سنة إحدى وثمانين وسبعمائة من "إنباء الغمر" ١/ ٣٠٦ - ٣٠٧.
(٢) من قوله: "وقد قال صاحب الترجمة" إلى هنا لم يرد في (ب).
(٣) أي السخاوي صاحب هذا الكتب.
(٤) في (ب): "يؤثر بمعلومها".
(٥) في (أ): "فيها".