للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جميع الأركان المقصودة وغير المقصودة، ثم خطب بهم، فانقضى ذلك بعد أن انجلت الشَّمسُ، وللَّه الحمد.

وقد صلى بالنَّاس أيضًا صلاة الكسُوف وهو بحلب بجامعها الكبير سنة ست وثلاثين وثمانمائة، فما سلَّم إِلا وقد انجلت وغربت الشَّمسُ، فصلَّوا المغربَ بالجامع، وانصرفوا بغير خطبة.

وخطب بجامع القلعة بالسُّلطان على جاري عادة قضاة الشافعية.

وكان ربما خطب عنه نيابةً أحدُ نوابه أبو العباس الزركشي والقاضي صدر الدين بن رَوْق، ثم بعد موت ابن روق السيد صلاحُ الدين الأسيوطي، فيما قيل.

ومنعهم شيخُنا مِنْ شرب المشروب وهم بالجامع على ما أخبرني به الشرف بن الخشاب، لكنه ما استمر، وأمره أن يقول بين يديه زيادة على ما أحدثوه: ومن لغا فلا جمعة له. وكذا أمر المرقي أن يقول [بعد إيراد الحديث الذي أُحدث ذكرُه بين يدي الخطيب، وقبل قوله] (١): أنصتوا: رواه البخاري، وذلك لما توهَّم السلطانُ أنها مِنْ نفس الحديث.

وكذا خطب بالسُّلطان بجامع بني أمية في سنة آمد كما سبق (٢)، ثم خطب بجامع عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه في آخر يوم من رمضان سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة، وكان استقرَّ فيها، فإنه قايضَ الشيخ شمس الدين محمد بن يحيى بما كان معه منْ خطابة الأزهر عمَّا معه من نصف خطابة جامع عمرو رضي اللَّه عنه، ثم استكمل (٣) الوظيفة، بعد ذلك استنزل البدر محمد بن العلَّامة مجد الدين البرماوي عن نصفها الآخر، بل ولي نظر الجامع أيضًا (٤)، [وذلك في جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين، ونزل إلى مصر، وكان يومًا مشهودًا، كما بيَّنته في الحوادث من "تاريخي"] (٥)، وسمعنا خطبته هناك مرارًا.


(١) ما بين حاصرتين ساقط من (ط).
(٢) في (ط): "كما سيأتي".
(٣) في (أ): "استعمل".
(٤) في (ب): "على ما تحرّر".
(٥) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).