للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ورأيناه يشتد إنكاره وهو على المنبر على مَنْ يدخلُ مِنَ العوامِّ فيجلس، فإذا تمت الخطبة الأولى قام فصلَّى.

وكذا رأيناه ينكر ما يفعله الجهَّالُ مِنْ كتابة أوراق في آخر جمعة مِنْ رمضان والخطيب على المنبر، يسمونها حفيظة رمضان، ويبالغ في ذلك، وهذه الحفيظة أمرُها منتشر، بحيث وُجِدَ بخط محمد بن الشرف إسماعيل بن المقرىء، والفقيه إسماعيل بن محمد الأمينين اليمنيَّيْن، الأول نقلًا عَنْ خط النَّفيس سليمان بن إبراهيم العلوي محدث اليمن، والثاني عن خط الموفق علي بن عمر بن عفيف الحضرمي، عن خط الجمال محمد بن عبد اللَّه الرَّيمي، عن كتاب إبراهيم بن عمر العلوي -قلت (١): وهو والد النَّفْيس المذكور في السَّند الأول فيما وجداه -أعني النَّفْيس ووالده- منسوبًا إلى الفقيه الإمام محمد بن الحسين الصِّمعي بلفظه أو معناه، أنه يكتب في آخر جمعة مِنْ رمضان بعد صلاة العصر على ما ورد به الأثر: لا آلاء إِلا آلاؤكُ يا اللَّه (٢) إنك سميع عليم محيط به علمك (٣)، كعهون (٤)، وبالحقِّ أنزلناه وبالحق نزل. وقال: ما كانت في بيت فاحترق ولا سُرق، ولا في مركب فغرق. قال البرهان العلوي: فسألتُ عَنْ ذلك شيخي الفقيه شهاب الدين أحمد بن أبي الخير بن منصور الشّماخي، فقال: لا بأس به وأقرَّه. قال: وإن كان في الحديث شيءُ، فذلك مِنْ باب التَّرغيب والترهيب (٥).

قال الأمين إسماعيل: وأهل زبيد الآن يكتُبون هذا في آخر جمعة مِنْ رمضان والإمام يخطُبُ لصلاة الجمعة، وكذا أهل تعز وغيرها من بلاد اليمن. قلت: وكذا مصر والقاهرة والمغرب ومكة. وليس لها أصل صحيح، بل ولا ضعيف مِنَ السُّنَّة، خلافًا لما هو ظاهرُ كلامِ الشماخي، واللَّه الموفق.


(١) بياض في (ب).
(٢) في (ب، ط): "باللَّه".
(٣) في (ط): "عملك"، تحريف،
(٤) في (ط): "كمشلهون".
(٥) "والترهيب" لم ترد في (ح).