للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآية (١) التي يضمحلُّ في مقابلة ضيائها شعاع ذكاء من آل بيت هم رؤوسُ النَّاس في كل خير وقادتهم، حيث يتوجهون (٢) إلى الخيرات في كلِّ سير "شنشنة أعرفها من أخزم"، ولامعةٌ بارقها غيثُه قطُّ ما أخرم.

إلى أن قال: واللَّه تعالى أسال أن يُفيضَ عليه نِعَمَه تترى، وأن يبلغه شأوَ آبائه الكرام رِفعَةً وقدرًا.

ثم بالغ في تواضعه على عادته بقوله: وكتب العبد أصغر تلامذة آبائه.

وفي عرضه أيضًا "للمنهاج"، فقال:

عرض عليَّ النَّجلُ السعيدُ، الذي سهمُه في المعالي سديد، وسببُه في العلم شديد. الأصيلُ الذي فاق جميعَ أهلَ عصره بشرَفِ الولد والوالد، وحقَّق لسامع مقاله وناظر كماله أنَّ هذا الشبل من ذاك الأسد، نسلُ شيوخ الإسلام مِنْ قِبَل آبائه وأمهاته، وسليلُ الأئمة الأعلام، فقد حاز المجد (٣) من جميع جهاته، أقرَّ اللَّه به العيونَ في نعمة مستمرة لأبيه وجدِّه، وأدام جِدَّة سعده وسعادة جدّه، ونفع الإسلام والمسلمين به، كما نفعهم بأسلافه، ورفع على توالي الأيام مقدارَه، وأمدَّه على مَرِّ الجديدين بإسعاده وإسعافه. الولد العزيز، والكنز الحريز، اللبيب الأريب، الأصيل الجليل، الزكي الذكي، الفقيه النَّبيه.

ووصف والده بسيدنا العبد الفقير إلى اللَّه تعالى، شرفِ العلماء، أوحدِ الفضلاء، مفتي المسلمين، قاضي القضاة.

إلى أن قال: مواضع مفرقة اقترحتُها عليه من "منهاج الطالبين" في الفقه على مذهب الإمام المجتهد، عالم قريش أبي عبد اللَّه محمد بن إدريس المطلبي الشافعي رضي اللَّه عته، تأليف الشيخ الإمام، شيخ الإسلام، بركة


(١) في (أ): "الأمة".
(٢) في (ح): "يوجهون".
(٣) في (ب): "للجد".