للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الغماري، وشيخ الإسلام سراج الدين البلقيني، فكان من يرويها عنِّي من حيثُ العدد يرويها عَنْ هؤلاء، لأن بينهم وبين النَّاظم اثنين، وكذلك بيني وبين النَّاظم اثنان. ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء.

ثم أذِنَ له أن يرويَ عنه جميعَ ما ألَّفه في الفنون العلمية والأفنان الأدبية، وسَرَدَ شيئًا منها.

إلى أن قال: واللَّه أسألُ أن يقرِّبني وإياه إلى العمل بما يزلف (١) لديه، وأن يتطول بكرمه على تقصيري يوم العرض عليه.

ومنه لابن أسد: أما بعد، فقد عرض عليَّ الشابُّ النَّجيبُ السعيدُ الحُفَظَةُ المجيدُ، الزكي الذكي، الأثير الأثيل، الباهر الماهر، البارع الفارع، اللبيب الأريب، النجيبُ الأديب، النَّقي التَّقي، الجليلُ الأصيلُ، الملحوظُ بعين العناية، بدرُ الدين، المحظوظ مِنَ الفهم والدراية, المحفوظ مِنْ ربّه بالوقاية، أبو الفضل محمد، ولدُ الشيخ الإمام العلَّامة، البحر الفهّامة، إمام الإقراء، وفخرِ الفقهاء، وفارسِ العربية، والقائم بالقواعد الأصولية، شرف العلماء، أوحدِ الفضلاء، مفتي المسلمين، أقضى القضاة، شهاب الدين. . . .

إلى أن قال: واللَّه أسال أن يبقيه ليصير مدرسًا لما كان دارسًا، وأن يرزقه رُتب المعالي قائمًا وجالسًا، وأن يسقيه مِنْ رحيق المعاني كؤوسًا رَوِيَّة، ومِنْ حقيق الأماني ما يوافق الصَّوابَ بديهة ورويَّة، ولا بَرِحَت سهامُه من الفضائل موفرة مِنَ القول الأشدّ والرأي الأسَدّ، إلى أن يحقِّقَ قولَ المثل السائر: "هذا الشبل من ذاك الأسد"، وأذنت لوالده أن يدرِّس في الفقه والعربية وغيرهما ممَّا حصَّله بجدٍّ واجتهادٍ، وساوى به (٢) كثيرًا ممَّن أكثر التطواف في البلاد. . .

إلى أن قال: وقد كثر حضور مجالسي في الإملاء، ودروس الحديث


(١) في (ط): "يزلفه".
(٢) في (أ): "فيه".