وإيقان] (١)، وازدياد من المعارف، واعتياد بإبداء اللطائف، وتنويهًا بقدر إخوانه في الطلب، بل المستفيدين منه فيما يُزلف مِنَ القُرب، وهو في حَيِّز مَنْ يدرس الكتاب المذكور فيجيد، ويبدي الفوائد الفرائد ويعيد، ويقتنص الشوارد والأوابد كما يريد. إلَّا أنه -أعزَّه اللَّه تعالى- أراد بقراءته عليَّ إظهارَ معارفه لديّ، وما عَلِمني غير ما القلب عالم، وما تركتني مباحثه السنية ألا أهيم مع كل هائم.
وقد أذنت له لالتماسه ذلك، لا لأنِّي أستحقُّ أن أعد فيمن هنالك، أن يُقرىءَ الكتاب المذكور وغيره من علوم الحديث، ويفيده لمن يراه أهلًا بسعيه الحثيث.
واللَّه أسال أن يديم النَّفع به، ويوصل أسباب الخيرات بسببه، وكان ذلك في مدَّة آخرها في شهر رجب سنة عشرين وثمانمائة.
ولقَّبه في صدر الإجازة بالشيخ الأمام العالم الفاضل البارع الكامل، مفيد الطالبين، صدر المدرِّسين، جمالِ الحفَّاظ المعتبرين، بقيَّةِ السَّلف المتفنِّيين، خادم سنة سيِّدِ المرسلين، زاده اللَّه مِنْ فضله، وجمع له بين طلِّ الخير ووَبْلِه.
ومنه للمذكور أيضًا، حيث قرأ عليه قبل ذلك "الاقتراح" لابن دقيق العيد، فقال:
قراءة بحث وإتقان, واستفادة واستيقان، يفيد أضعاف ما يستفيده، ويبدي المباحث الدَّقيقة والفوائدَ الجليلة ويعيد، وقد التمس منِّي أن أُجيز له إقراءه ونشره وإفادته وذكره، فأجبتُه إلى سؤاله بعد لا ولا، وأسعفتُه بطلبَتِه لِمَا أتحقَّقُ مِنْ صدق غرضه آخرًا وأوَّلا. وكيف يسوغ لي أن أبادر إلى إجابة مَنْ حقُّه أن يكون مقَّدمًا على كلِّ مَنْ يُجيز، وكيف أقابل حصى منثوري بمُرجان فوائده الفائق على الإبريز، لكن سمعت منه، فسمعتُ له، وأهَّلني للقراءة عليَّ، فأجزت له، فاللَّه تعالى يستر عوراتِنا، ويؤمن روعاتِنا بمنِّه، في جمادى