للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأولى سنة ثلاث عشرة (١) وثمانمائة بعد أن وصفه بالأخ في اللَّه تعالى، الشيخ الإمام العالم الفاضل الكامل الأوحد المحدّث، مفيد الطالبين، عُمدة المحدِّثين، جمال الكَمَلة، القُدوة المحقِّق. أدام اللَّه به النفع، ووفقه في أموره كلِّها في حالتي الخفض والرفع.

ومنه - وقد سمع عليه الجمال البدراني "شرح النُّخبة":

أما بعد، فقد سمع مني جميع هذا "التوضيح"، وبَحَثَ فيه بَحْثَ مستحضر مميِّز بين السَّقيم والصَّحيح، صاحبُه الشيخ الفاضل البارع المتفنِّن (٢) الأَوحد، جمال الدين المسمَّى أعلاه، حفظه اللَّه من الأسواء وحماه، وقد أذنت له أن يفيده لمن أراد، ويبدي خبايا زواياه لمن درَّس أو أعاد، ويستعين في تحرير ما يحتاج إلى تحريره باللَّه ربِّ العباد.

وكتب لابنه أنه بحث فيه مباحث مفيدة، وأبدى فيه فوائد جديدة، تنبىء عن استعداد تام، ونظرٍ سالم من الذَّامّ، فكان فضلُه بين أقرانه كالنَّار على علمَ، واستحقَّ أن يقال في حقه:

(ومن يشابه أبَه فما ظلَم).

وقد أذِنْتُ له أن يرويه عنِّي ويفيده لمن يستحقُّ الإفادة، سائلًا له مِنَ الرَّبِّ الكريم الحسنى وزيادة.

ومنه، وقد استدعى الإجازة منه العلامة المحب بن الشحنة في سنة ثمانٍ وعشرين وثمانمائة، قائلًا: المسؤول مِنْ صدقات سيدنا ومولانا الشيخ الإمام الحافظ العلامة، حافظ الإسلام، مفتي مصر والشام، قُدوةِ الحفَّاظِ والمحدثين، أبي الفضل شهاب الدين، قاضي قضاة المسلمين، أمتع اللَّه بحياته الكريمة، وأسبغ عليه نعمة العميمة، وأنشد:

وإذ عاقتِ الأيَّامُ عَنْ لَثْمِ تُربِكم ... وضَنَّ زماني أن أفوزَ بطائلِ

كتبتُ إليكم مستجيزًا لعلَّني ... أبلُّ اشتياقي منكمُ بالرَّسائلِ


(١) في (ب): ثلاث وعشرين.
(٢) في (ب، ط): "المتقن".