طابَ مَدْحي في ثنائي عليها ... حبَّذا ذاك معنَى ولَفْظَا
سَعْدُ نظمي كون مدحي لها ... يا سَعْد في صَعْبِ القوافي كالظّا
وقال الغياث (١) المذكور:
إنَّ بالبيت العتيق اعتيادي ... مِنْ لَظى هجر به أتلظَّى
وإلى حِفْظِ الوِداد اعتنائي ... حفظ ودٍّ ساء أو دام لفظا
رقَّ قلبي مِنْ غليظ جفاءٍ ... أتُراه هل يرفُق غِلظا
مِنْ دموعي قد غدا القيظُ بردًا ... ومِنَ انفاسي ترى البرد قيظا
لستُ ممَّن للملامة يُصغي ... لائمي مُتْ -لستُ أرجِعُ- غيظا
ومتى أدعو بصدقِ صفاءٍ ... رمتُ أني لو بمروة أحظى
وأُناجي اللَّهَ في حجر إسماعيل ... فيما نابني منه وعظا
والتزامي ذيلَهُ بمقامٍ لم يخب ... داع وإن كان فظَّا
وبالأركان اليمين بأني ... لستُ أخفي مِنْ ثنائك لفظَا
وأُعيذُ الحسن منك بحفظ اللَّه ... ربِّ راحمٍ جلَّ حفظا
ومنه، وقد اقترح خمسةٌ ممَّن ينظمُ الشِّعر اجتمعوا بالطُّور عند توجُّه صاحب الترجمة إلى اليمن في سنة تسع وتسعين وسبعمائة- هم: صاحب الترجمة، والنَّجم محمد بن أبي بكر المُرجاني، والصَّلاح خليل بن محمد الأقفهسي، والرَّضيُّ أبو بكر بن أبي المعالي، والشَّرف- إنشادهم بيتًا بيتًا على الفور، آخرُ كلِّ بيتٍ أوَّلُ البيت الذي يُنشده الذي يلي المنشد، فتحصَّلَ لصاحبِ التَّرجمة ممَّا نظمه بديهةً في ذلك المجلس هذه الأبيات:
أهوى هواك ودعه لا ... يُبقي عليَّ ولا يَذَرْ
نام الخَلِىُّ ولم أنمْ ... والعِشقُ أيسَرُه السَّهَرْ
(١) في (ب): "الغيث".