للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لاموا المُحِبَّ وما دَرَوْا ... أنَّ الهوى سَبَبُ الظَّفَرْ

رُحْ يا عذولُ (١) فإنَّ في ... حالِ المتَيَّمِ معتَبَرْ

بان الحبيبُ وقد صَبَا ... قلبي إليه وما صَبَرْ

نجمٌ يروقك بالضِّيا ... وفي الحَشَا منه شَرَرْ

تمَّت مَحاسِنُ وجهِهِ ... والبَدْرُ ينقُصُ إن سَفَرْ

قَمَرَ العُقولَ بحُسنِهِ ... مِنْ أجل ذا قالوا: قَمَرْ

أبكى ويغدُو ضاحكًا ... كالبَرْقِ عُقباه المَطَرْ

لا بدَّ لي منه خيا ... لَا غابَ أو شَخْصًا حَضَرْ (٢)

كم لي ربيعٌ بالحبيبِ ... وطَيْرُ أسعدِنا صَفَرْ

كان العَذُولُ يلُومُني ... فمذِ انْجلى بَدْري عَذَرْ

للَّه مَجْلِسُ لَذَّةٍ ... فالأنْسُ فيه مُدَّكَرْ

فمُدامُنا رَقَّت كما ... رقَّ النَّسيمُ مِنَ الكَدَرْ

والنَّهْرُ يخفِقُ قلبُه ... فرحًا بقَدِّكَ إنْ خطَرْ

والطَّيْرُ إذْ غَنَّا حبانا الـ ... ـغُصْنُ منثُورَ الزَّهَرْ

لا تَبْقَ لذَّةُ ساعةٍ ... تأتي كَلَمْحٍ بالبصرْ (٣)

واصْبِرْ لكَيْ تحظى فما ... صَبَرَ امرؤٌ إلَّا قَدَرْ

وإذا دنا منها الثَّوى ... فالرَّبُّ أولى مَنْ غَفَرْ

وقد أسقط منها ما لم يرتضه الناظم.


(١) في (ب): "عذولي".
(٢) في (أ): "خطر".
(٣) في (ب): "للبصر".