شُكرًا شهابَ الدِّين للنَّظمِ الذي ... قلَّدْتني مِنْ عقده بلآلِ
أحكَمْتَ بيتًا فيه جلَّ مقامُه ... عن سعي ذي التَّقصير مِنْ أمثالي
فثَمِلْتُ سُكرًا حين حيَّا بالهَنا ... وأدار أكْؤُسَ رفعةٍ وجلالٍ
وملكتُ رقَّ الفضل ملكًا ثابتًا ... جمَّ الحُقوق فلستُ بالمختال
يا مَنْ يصُوغُ مِنْ البَيانِ قلائدًا ... يُنسي لهُنَّ محاسِنَ الخلخالِ
عندي فراغٌ مِنْ سواكَ لأنَّني ... حُزتُ الكمال بفضلِك المُتَوالي
وملأتُ فكري في امتداحك فاعتَجِبْ ... مِنْ ذي فراغٍ في مقامِ كمالِ
وبقوله:
ألا يا شهابًا أخْجَلَ البدرَ نورُه ... فقَلَّت لديه أنْجُمُ الشُّكر والثَّنا
تَهَنّ به عامًا مَلَكْتَ سُعودَه ... ونجمُكَ فيه قد علا فلَكَ الهَنا
وبقوله:
أفدي شهابَ الدِّين مولىً بَارِعًا ... قد أضعَفَ الحُسَّادَ قوَّةُ قولِه
حفَّتْه أفلاكُ الهناءِ بعامهِ ... فانظر لأنْجُمِ سَعْدِه مِنْ حولِه
وكتب إليه بقوله:
لقد سما ابنُ عليِّ كلَّ ذي أدبٍ ... فلا يشارَكُ في فَهْمٍ وإدْرَاكِ
ولم يَزَلْ بالمعاني الغُرِّ مُنْفَرِدًا ... يصيدُها وحدَه مِنْ غير إشْراكِ
فكتب إليه صاحبُ التَّرجمة بما قرأته بخطه.
خُلقُكَ بدرَ الدِّين مثلُ الظِّبا ... فَدَيْتُهُ مِنْ لُطفه بالمُقَلْ
قد جُبِلَ النَّاسُ على حُبِّه ... حتَّى عَجِبْنَا مِنْ لطيفٍ جبلْ
وكتب إليه بقوله على طريقة تفْعُلا: