للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَدِمَتَ لمصرَ يا زَيْنَ المعالي ... فوافتها الأماني والعوافي

وما سَرَتِ القوافلُ مُنذ دهرٍ ... بمثل سَري القوادِم بالخوافي

فأجابه الزين المذكور بقوله:

أيا مَنْ فاق أهل العصر (١) فضلًا ... وعلمًا بالحديثِ بالاعترافِ

تقدَّسَ سِرُّكَ الصَّافي فأحيا ... مِنَ الآثار مُنْدَرِسَ المطافِ

سألتُ اللَّه أن يبقيك حتَّى ... تفيضَ على القوادم والخوافي

وأجابه أولاده أيضًا، لكن أحسنُهم جوابًا ولدُه إسماعيل، فاقتصرت عليه، فقال:

أقمتَ بمصر يا صدرَ الأعالي ... وصِيتُكَ في العوالمِ غيرُ خافي

وزيَّنْتَ الورى جيلًا فجيلًا ... فشرَّفْتَ القوادِمَ والخوافي

ثم بدا لي كتابةُ الجميع، فقال ولدُه الآخَرُ إبراهيم:

شهاب المجدِ مِنْ شَرَفٍ وقَدْرٍ ... علا مُسْتَغْنيًا عَنْ إتّصافِ

محيطُ العلمِ طَوْدُ الحلم حقًّا ... له الفضلُ العظيمُ بلا خلافِ

وقال ولده الآخر محمد:

أيا مَلِكَ العُلا شمسَ المعالي ... ضياؤُكَ للورى كافٍ ووافي

بنورك (٢) قد تجوهر كلُّ جسمٍ ... بعارِضِ جودِكَ ارْتَوَتِ الفَيافي

بنظمك قد نَثرْتَ مِنَ اللآلي ... على الآفاق وأظْهَرْتَ الخَوافي

بقيتَ لمحْوَرِ الإسلامِ قطبًا ... بذاتك قائمٌ كلُّ العوافي


(١) في (ط): "العلم".
(٢) في (ط): "لنورك".