للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمَّا تفاعيلُ العَرُوضِ فطبعه السَّـ ... ـليم بها يُغني عَنِ الخوض في البَحْرِ (١)

وقد رامَ تقريظي تصانيفه الَّذي ... تضاءل عمرٌو عندها وأبُو عَمرِو

وزيدٌ وبكرٌ والخليلُ وثعلبٌ ... ويحيى وعبدُ القاهر الحبرُ والخبري

وماذا عسى فكري يطيع لواجب الـ ... ـمديحِ (٢) وما قَدْرُ الشِّهاب مِنَ البدرِ

ولا سيَّما مَعْ غُربةٍ وفُراقِ مَنْ ... ألِفْتُ وقد مُدَّت إليَّ يدُ القَهرِ

وقد كنتُ مِنْ مصر بكيتُ تعتُّبًا ... فلمَّا تغرَّبنا بكيتُ على مِصْرِ

فلم يأت ما أرضى ولم أرضَ ما أتى ... ولكن تعوَّدنَا بطاعة ذي الأمرِ

ونزرتُ لأعيا بل الذِّهنُ لا يعي ... لتقسيمه فأفصِحْ (٣) أخا الحكم عَن نزري

فهذا لعمري الجهدُ منِّي بذلتُه ... ولكن سأقضي الدَّين إن مُدَّ في عُمري

عبرتُ زمانًا والقَرِيضُ يُطيعني ... فيا ليتَ شعري هل يُضيء سنا شعري

فقد لاح عُذري يا إمامَ زمانِه ... وفُرْقَةُ إلْفِي علَّمتني الهوى العُذري

ورفقةُ قومٍ صار ذو الفَضْل فيهمُ ... وأبناءُ أهلِ الجهلِ سيَّان في القَدْرِ

جنيتُ على نفسي بتقليد أمرهم ... فلم أجْنِ تمرًا بل تحيَّرتُ في أمري

ولكنَّ حُسْنَ الظَّنِّ باللَّه حفَّني ... فداركني اللُّطفُ الخفيُّ ولا أدري

لك الحمدُ في الأولى والأخرى وإنني ... عليه أعتمادي في السَّريرة والجهرِ

ومنه على خير الأنام محمَّدٍ ... صلاةٌ وتسليمٌ وبِرُّ إلى برِّ

ولا زال بدرُ الدِّين يُشرقُ نورُه ... على طالبي العلم الشَّريف مدى الدَّهرِ (٤)

وكتب إلى الزَّين أبي بكر محمد بن محمد بن محمد بن علي، المدعو بزين الخوافي لمَّا قدم القاهرة:


(١) في (ط): "يغني عن الحصر"، خطأ.
(٢) في (ط): "المدح".
(٣) في (ب، ط): "فاصفح".
(٤) هذا البيت لم يرد في (ب).