للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولاحِظْ طروسًا أودَعَتْها قريحتي ... فنونَ علومٍ شرْحُها في سما يزري

ولكن أُرَجِّي أن يُسَكِّنَ روعها ... بنفثِ يراعٍ منك في طِرْسِها يجري

فحقِّقْ بفضلٍ منكَ ما قد قصدتُه ... وكُنْ جابرًا باللَّه يا سيِّدي كسري

فلا زِلْتَ في فضلٍ مديدٍ وكاملٍ ... بسيطٍ طويلِ العُمرِ بالعزَّ والنَّصرِ

فأجابه في حالة السَّفر صحبةَ الرِّكاب السُّلطاني في سنة ستٍّ وثلاثين، وسمعها منه (١) النَّجم ابن فهد بقراءة (٢) البقاعي في سنة ثمان وثلاثين بالقاهرة:

بَدَتْ في سماءِ الحُسْنِ تزهَرُ كالدُّرِّ ... منورة تروي الحديث عَنِ الزُّهري

بديعةُ حُسْنٍ قد سَبَى وجهُ طِرْسِها ... القلوبَ ورَقْمُ النَّقْشِ كالخال والثَّغرِ

رقوم (٣) سطور في طُروسٍ تحيَّرت ... أُعَوِّذُها بالفجرِ واللَّيل إذ يسري

وفي طيِّها ما عبقَ الأفقَ نَشْرُه ... فيا حُسْنَ ما طيٍّ ويا طِيبَ ما نشري

ولا عجبٌ مِنْ دُرَّةٍ مثلَ زهرةٍ ... إذا ما أضافوها إلى البحر والبدْرِ

تفاءلْتُ إذ وافَتْ مِنْ ابن سلامةٍ ... نهارَ رحيلي بالسَّلامة والنَّصرِ

إمامٌ له في المجد بيتٌ قد اغتنى ... به عن بيوت الشَّعر فضلًا عَنِ الشِّعرِ

وبالبحر يدعُوه الصِّحَابٌ لعِلْمِه ... وبالرِّفْقِ بالطُّلاب يُنْعَتُ بالبَرِّ

إذا ما نحا نَصْبَ البحوث ترَفَّعَتْ ... له هِمَمٌ لم يخشَ يومًا مِنَ الكَسْرِ

مباحثُ في الأصلَيْن وافَتْ لسامعٍ ... وذي نظرٍ يُبدي أدقَّ مِنَ الشَّعرِ

لو أنَّ خطيبَ الرَّيِّ يخطُبَ بِكْرَهَا ... ليحظى لزادَت في الفَخارَ على الفَخْرِ

وفي الفقه والتَّفسير والخَبَر الَّذي ... يصحُّ لقد أربى العيان على الخبرِ


(١) هكذا كانت في (ح)، ثم غيرها أحدهم، فأصبحت "وسمعها الحافظ. . . " وكتب غيره في الهامش: "الظاهر أنها كانت "صاحبنا"، فأبدلها بالحافظ كعلامة. قبيلُه اللَّه".
(٢) عُدّل مكان هذه الكلمة في (ح)، فأصبحت "الهاشمي" وعُلْق على ذلك في الهامش "موضع الهاشمي مُصلح باقتنائه. قبيله اللَّه!.
(٣) في (ب): "رقم".