للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيا شيخَ الإسلام المعظَّمُ قدرُه ... وقاضي قُضاةِ العصْرِ لا زِلْتَ تشرُفُ

ويا عالمَ الأقطار يا حافِظَ الورى ... ويا حاكمًا ما زال بالعدْلِ ينصفُ (١)

فديتُكَ أي اسم يرادفُ موضعًا ... له غايةٌ في الطُّول والعرض تُعرفُ

وإن شكلَه غيَّرْتَ فهو مُرَبَّعٌ ... وذلك في بعضِ الأماكن يُؤلفُ

ويفضُلُ ربعٌ منه إن زال ربعُه ... وذلك حقٌّ ليس فيه (٢) توقُّفُ

وإن زالَ حرفٌ أولُ ثم آخرٌ ... فباقيه وصفٌ للإله مشرَّفُ

وذا الوصف أيضًا إن عَكَسْتَ بلا مِرًا ... يصيرُ اسمُ ربِّ بالخلائق يرأفُ

وآخره إن تحذِفَنْ صار خُلَّةً ... لشيخِ طريقٍ والطَّريقُ التَّصوُّفُ

إذا النِّصفُ منه مرَّ فاعكِسْهُ بعدَ ذا ... تجِدْ فِعْلَ امرىءٍ وهو مِنْ فيك ألطفُ

فإنك أولى مَنْ يُرَام نوالُه ... ويُقصَد للعلمِ الشَّريف فيُسْعِفُ

حسبي صحيحٌ حيثُ بالجَبْر (٣) سيدي ... يُقابلني مِنْ بعد كسري ويُنصِف

فكم (٤) جئت مكسورًا مضافًا لنحوهِ ... فيُعربُ عن تمييزِ حالي ويَعْطِفُ

ويفرق ما بيني وما بين عُسْرَتي ... وبين يميني واليَسَارُ يؤلّفُ

فإن شبَّهُوا بالسحب والبحرِ كفَّه ... قُلِ السحب تبكي منه والبحر يرجُفُ

فعن سقطاتي فاعفُ وانظر تكرُّمًا ... بعينِ الرِّضا إنِّي له أتشوَّفُ

وأغْضِ وسامِحْ عَنْ مُصابٍ بعقله ... فحلمُك (٥) يُنبي أنَّكِ اليومَ أحنَفُ

ودُم وابقَ ما دامَ السُّها في رعايةٍ ... بك اللَّه يا بحرَ المكارم يلطُفُ

فأجابه:


(١) في (ط): "يوصف".
(٢) ساقطة مِنْ (ط).
(٣) في (ط): "بالخبر".
(٤) في (أ): "فلو".
(٥) في (أ، ط): "فحكمك".