للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألا يا شهاب الدين نورُك مشرقٌ ... وأنت على العلياء بالفَضْلِ مُشْرِفُ

وبالقلب للبرقِ اليماني تألُّقٌ ... وللطَّرف بالنُّور الحجازي تألُّفُ

نظَمْتَ عُقودًا مِنْ لآلٍ تحرَّرتْ ... فرَقَّت سلوكًا راق منها التصوُّفُ

فلا شمسُها تعشى برَيْنِ سحابةٍ ... ولا بدرُها يُخشى عليه التَّكلُّفُ

وما أظرفَ المعنى الذي ألغزْتَه لي ... بظرفٍ مكانٍ مِنْ ذوي الظَّرفِ أظْرَفْ

فذكَّرني عهدًا لدارِ أحبَّةٍ ... يطيبُ بها عيشُ اللَّبيبِ ويلطُفُ

غنَيْنا بها معهم مصِيفًا ومَرْبَعًا ... وطابَ لنا بالوَصْل مَشْتَى ومخَرفُ

فأسّلمنا ذاك النَّعيم إلى نَوَى ... بأسهُمها في أعيُن الوصل تقذفُ (١)

ألا هَلْ إلى تلك المعاهد رجعة ... يُنجِّزُ مِنْ وَعْدِ المُنى ما يُسَوِّفُ

فيا خاطري دع ذكرها واسْعَ طيِّعًا ... إلى حلِّ لغزٍ كم عليه تطوّفُ

يلُوحُ بأقطار الحجاز محرَّفًا ... لمكَّة تنصيفًا وينبُع يألفُ

إذا لامُه زالت وحاجَيْتَ بعدما ... تُصَحِّفُه يبدو سحابٌ مؤلَّفُ

وحاجِ وصحّفْ واحذف الفاء عاكسا ... تجده كما قدَّمْتَ لا يتخلَّفُ

وأحرفُه في الأصل عُدَّت ثلاثةٌ ... وأربعةٌ نُطْقًا وخطًّا تصرّفُ

وتبلغ إن تُضْرَب ثلاث مئينَ بل ... ورد عَشْرةً واثنين فالضَّرْبُ يكشِفُ

وإن رُحتَ تبني منه وزْنَ محمَّدٍ ... تَجِدْ رجُلًا في الدَّهر بالحِفَظ يُوصَفُ

وصحّف قسيمَيْه تجد نسبةً زهت ... يلوح بشَطْرَيها إمامٌ مصنِّفُ

كصاحب "تهذيب الكمال" مذكرًا ... ونسبة محيي السُّنّة النَّدبُ يعرفُ

فهذا جوابي بعد لأيٍ ولفظُه (٢) ... لكثرة شُغلي لاحَ فيه تكلُّفُ

بقِيتَ بِدُرٍّ اللَّفظ مِنْ غير منتهى ... تَشَنِّفُ سمع المبتدي وتُشرِّفُ


(١) هذا البيت لم يرد في (ب) حيث أضافه المصنف بخطه في (ح).
(٢) في (أ): "وحفظه" تحريف.