للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعهدي بها (١) تُصْبي المحبَّ فينثني ... بذِلَّتِه في عزها مثل مَنْ تسبي

مليحةُ طَرْفٍ دارةُ البَدْرِ دارُها ... حليمةُ قَلْبٍ إن أسكنت (٢) هجرها قلبي

خُماسيًة لكنها بِنْت عشرةٍ ... وثِنْتَين عندَ العارفين ذوي الحَسْبِ

وقد قيل: بل تسعينَ بعد ثلاثةٍ ... على رأي قَوْمٍ مِنْ أولي العلمِ بالكُتْب

بتحويل ثانٍ منه مع حذفِ خامسٍ ... يصيرُ حكيمًا عنده آلةُ الطِّبِّ

ثلاثة أخماس اسمها عُدَّها متى ... تُصَحِّف وكَمِّلْ مثل (٣) قولِ امرىءٍ حسبي

وإن لم تكمل تلتَقيه اسمَ بلدةٍ ... إذا وصفُوها فهي واحدة الشُّهب

وحاجِ وصحِّفْ مرَّتين مرتِّبًا ... لكيْمَا يعودَ الوصفُ مرتَفِع الحُجْبِ

وإنْ شِئْتَ أبْقِ اللّامَ مع حذفها يَلُحْ ... إذا أنت أمعنتَ التَّفكُّر بالقَلْب

وصحِّفْه أيضًا عاكسًا تر نازلًا ... مِنَ الأُفُقِ الأعلى يكونُ في السُّحبِ

وفي رأس مَنْ قَدْ قيل فَضْلَةُ آدم ... وبلدة عُجمٍ حازها فارسُ العُرْبِ

بِحَاميمَ عوذ جانِبَيها مذكّرًا ... وباقيه لي فيه امتحانُ ذوي اللُّبِّ

فهذا جوابي مع شواغلَ تقتضي ... ليَ البُطْءَ فاعذُرني وخفِّفْ مِنَ العَتْبِ

يُلبِّيكَ لُبِّي حينَ تدعُو فمن يَقُلْ ... تُرى مَنْ أجاب الألمعيَّ أقل: لُبِّي

وكتب -فيما نقلته مِنْ خطِّه- لقاضي القضاة جلال الدين البُلقيني مطارحًا، في سنة إحدى عشرة:

أسيِّدنا قاضي القُضاة ومَنْ غدا ... يقصِّرُ عن علياته (٤) في العُلا البَدْرُ

ومَنْ لاح مثلَ الصُّبح نورُ جلالِه ... فضاءَ به واديه وافتخرَ العصرُ


(١) ساقطة مِنْ (ط).
(٢) في (أ، ب): "سكن"، وكذا كانت في (ح)، ثم أصلحها المصنف في الحاشية.
(٣) في (ط): "منه".
(٤) في (أ): "غاياته".