للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويا مالِكَ الأوزان والنَّظم بالوَلَا ... ووارِثَها دُونَ الفضائل (١) بالغَضْبِ

فديتُك، ما اسمٌ واحدٌ وهو خمسةٌ ... تسمَّت به مِنْ بالبَها سلبَتْ لُبِّي

وقد لَبِسَتْ منه ثلاثًا لزينَيةٍ ... وقلب الذي أبقته مِنْ ذاك في قلبي

وأوَّلُ حرفٍ منه إن حلَّ رابعًا ... ورابعه (٢) في وصفها أوَّلٌ ينبي

وإن شِئتَ يا مولاي فاقلِبْ حُروفَه ... ترى اسمًا وفعلًا إن نأت أوحبا كربي

هو الاسمُ ذو مجدٍ قديمٌ حديثُه ... وإنقاذُه مِنْ غاية الجَدْبِ للخِصْبِ

ففسِّره لي لا زلتَ تعلو وترتقي ... ونورُك للسَّارين يسمو (٣) على الشُّهْبِ

وعِشْ آمنًا في ألْفِ خيرٍ ونِعْمَةٍ ... وحاسدُكَ التَّعبان مُؤذنُ بالحربِ

على هامة الجَوْزاءِ تحبس صاعدًا ... وشانيك يهوي نازلًا أسفلَ التُّربِ

لتُعرب بالحُسْنَى لمَن نحوَك التجا ... وترفعُه في حالةِ الخَفْضِ والنَّصبِ

فأجابه:

أمولايَ غَرْسَ الدِّين والفاضلِ الذي ... له ثمر الآداب دانيةُ الهُدْبِ

ومَن لاح حتَّى في ذُرى الشَّرقِ فضلُه ... فأجرى دُموعَ الحاسدين مِنَ الغَرْبِ

وليَّن عاسِي اللُّغزِ مِنْ بعد يُبْسِه ... فصَيَّره بالنَّظم كاللؤلؤ الرطبِ

وأتحفني مِنْ لُغزِه باسمِ غادةٍ ... لها شرفٌ في مطلَقِ الشَّرَفِ النِّسبي

ليهن بني سعدٍ (٤) مكان فتاتِهم ... فذلك أولى مِنْ ليهن بني كعبِ

فتلك هَناها بالقُعُودِ بمرصَدٍ ... وهذي هَناها بالقيام على الحبِّ

وكانت قديمًا بالحجار ديارُها ... وجاورَتِ المقياسَ في مِصْرَ عَنْ قُربِ


(١) في (ب، ط): "الأفاضل".
(٢) في (ط): "وأربعة"، تحريف.
(٣) في (ط): "يعلو".
(٤) في هامش (ط): إشارة إلى أم معبد وما قاله أهل [العلم] فيها والقصة معروفة.