للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم أقِفْ قطُّ على مثالِه ... في حُسْنِ تفريع حواه أصلا

وقد تجاسرتُ مجيبًا قاصرًا ... والرَّأي منكم في القبُول أعلى

وكتب للإمام الموفَّق علي بن إبراهيم الإبيِّ لمَّا دخل مصر محاجيًا:

إنّ الأحبَّة بانوا ... وخلَّفوني طريحا

فحاجِ يا صاح ما ... عكسُ مثل بانُوا صحيحا

فأجابه بما أنشدنيه مِنْ لفظه بالمسجد الحرام:

أهلًا بأُحْجِيَةٍ قَدْ ... طابت لنَشرِكَ ريحا

كالأُقحُوان نداها ... أحيَتْ فؤادًا جريحا

فكتب إليه ثانيًا أحجية فيها زيادة على الأولى، وهي:

تبدَّت دارُ مَنْ أهوى ... فَسِرْ يا حاديَ النُّوقِ

وصحِّف قلب صعنى قد (١) ... بدا منزلُ معشوقِ

فأجابه بما أنشدنيه أيضًا:

مقامي دُونَ ما قُلْتُم ... ولا أجمالي (٢) ولا نُوقي

ويشهد لي أبو داود ... بيتٌ غيرُ مسبوقِ

وكتب إليه القاضي علاء الدين علي بن آقبرس ملغزًا في رِقٍّ:

أيا قاضي القضاة وقاكَ رَبِّي ... مساوي ما ستحدثُه الدُّهورُ

ودُمتَ معافيًا فينا زمانًا ... لتشفي ما تعلِّلُه الصُّدورُ

وتُعرب عَنْ معاني مشكلاتٍ ... سرى الإبهام فيها والضَّميرُ


(١) "قد" ساقطة مِنْ (ب).
(٢) في (ب): "جمالي".