للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاللَّه يُبقي لذهنه الكامل الوافِر عمرَه الطويل المديد (١)، ويديم لسناء الملك -بل الممالك- سعدَه السَّعيد وجدَّه الجديد، ويلهمُه الإغضاء عمَّا وقع في هذا الجواب مِنْ دُرٍّ غير نضيد، وبناء غير مشيد، وبسط عُذر مَنْ شغلته دواعي القضاء المقدور، حتَّى ذبح بغير سكين، وجرى دمه مِنْ غير وريد، ويرفعُ قدرَه إلى أشرف رُتبة يشرق وجهه فيها طَلْقَ المحيَّا، ويطرق ضِدّه منها كمن أذهب عقله الحُمَيَّا، إلى أن يلتقي مِنْ بعد يأس سُهيل في الكواكب والثُّريَّا.

وكتب إليه شيخه حافظ الوقت الزين عبد الرحيم العراقي رحمهما اللَّه ملغزًا (٢) في (أنس):

ما اسمٌ إذا ما مُدَّ كان فعلا ... أو سكَّنُوا العَيْنَ تراه أهلا

لقسم مِنْ كُلِّف أو قَلَبْتَه ... يكن دواءً للمريض سهلا

أو بلدة أو اسم جمعِ ماله ... مِنْ واحدٍ على الأصحِّ أصلا

أو اسم أنثى أو مفاعلٌ جرى ... مِنْ حرفة بالغرب تترى تُدلى

وإن تصحَّفَ جاء لاستفهام أو ... فردٍ مِنَ الأسماء عزَّ مِثْلا

وإن قلبتَ يا فتى تصحيفَهُ ... فذاك فصل مِنْ سنينا هلَّا

أو هو فعل ضارع الأسماءَ أو ... شيءٌ مِنَ الأشياء فاسمَعْ حلَّا

فأجابه وعرضه على الملغز:

ما القَطْرُ أرجاء الرِّياضِ حلَّا ... فبالزُّهورِ للغصُون جَلَّا

أحسنَ في نفسِ اللَّبيب منظرا ... ولا ألذ موقعًا وأحلى

مِنْ دُرَرٍ نظمَها سيدُنَا ... عبدُ الرَّحيم الفاضلُ المُعلَّا

يا مالكًا في أنس ألغزَ ما ... يجلى على الأسماع حين يُتلى

ما ملَّ فكري بعد أن كرَّره ... عليه ألفًا والبليد ملَّا


(١) ساقطة مِنْ (أ).
(٢) زيادة مِنْ (ط).