للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واسم لقبيل خالده الذي كان رئيس بني تميم، وتمثل بكلم (١) أخت العراقيَّة الفاروق لما استُشهد ريد، ونطق به مَنْ رام قتل الأسود النَّخعي بعد سقوطه مِنَ الفرس في وقعة الجمل في توسط الكبد، وهو (٢) اسمُ مِنْ نُودي في رابعة (آل حم)، فلم يَغِبْ مِنْ ناداه، ومَنْ نودي في الدار المكرم (٣) أن لا يجيب في الوقائع سواه.

وإذا صيرت أوَّله ثانيًا، وحذفت أداة الاستفهام مراعيًا، استفتحْتَ حينئذِ مغلقَه، وشاهدته معلقًا في أول المعلَّقة. فإن صحَّفته، رأيت قِوامَ ديار مصر ما أعدلَه مِنْ قوام، طالما عدل وربما جار كدأب غيره مِنَ الحكام. ملك -وإن شئت قلت: هو ملك- يجري الفلك ويدور معه الفلك، طالما تردَّد إلى ضواحي مصر تردُّدَ الزُّوَّار، وقال حين واصل المعشوق: الحمد للَّه على طول الأعمار والرجوع إلى الآثار.

وفي الجملة، فالوقت يضيق عَنِ استيعاب صفته، وأقصى نهاية معرفة الأديب أن يُقِرَّ بالعجز عَنْ معرفته. وكيف لا، ومنشئه ذو النَّظم الذي نُشِرَت في الآفاق دواوينه، وزُخرفت مِنْ كلِّ بيتٍ يخترعُه بأنواع الزَّين أواوينُه، وثقلت يوم العرض على الملك الممدَّح لطول نَفَسِه موازينُه، والنَّثر الذي جمع بين الفُحولية والانسجام، فكان ممتنعًا سهلًا، واستعمل المعنى اللطيف باللفظ القوي، فكان جزيلًا جَزْلًا.

فلو رأى ابنُ المنجِّم دراري ألفاظه الملغزة في آلة الوقت، تُشرقُ في دياجي المنثور والمنظوم، للازَمَ في غَسَقِ الليالي لمدحِهِ مراصدَ الفَلَكِ ومواقِعَ النُّجوم. أو ابنُ السَّاعاتي، لأخفى كواكبه السَّيَّارة تحتَ النُّجوم. أو البديع الإصطرلابي، لغيَّبَ شمسَ معرفته وراء الغيوم.


(١) في (ب، ط): "بكله".
(٢) في (ط): "وهم".
(٣) في (ط): "المكرمة".