وفيها غابَ حِسِّي ... فرُحْتُ أنشُدُ نفسي
وأصحابي هويتُ صبيَّةً وصابي
وكتب في شعبان إلى العلامة شاعر الشام جلال الدين أبي المعالي محمد بن أحمد بن سليمان بن خطيب داريَّا ملغزًا:
يا إمامًا قد اقْتدَى ... للأحاجي مُمَارِسَا
وجلالًا (١) مع المهابةِ ... لم يبق عابِسَا
وذكيًّا لمُصْعبِ اللـ ... ـغزِ كاللَّيثِ فارِسَا
ما اسمُ عينٍ تراه ما ... بين راءينِ جالِسَا
فيه زهدٌ وطردُهُ ... صارَ للفِسْقِ عاكِسَا
احذفِ القلبَ مُهْمِلًا ... طرفه تَلْقَ ناعِسَا
مثل تصحيفه حمى ... مِنْ يرد الشَّوامِسا
إن تُنَقّصْ بعينهِ ... فاءَه بانَ مائِسَا
فتفضَّل بحلِّه ... لستُ مِنْ ذاك آيِسَا
وابْقَ ما عشتَ مِنْ ... صفائِك تجلُو الحنَادِسا
فأجابه أبو المعالي بما قرأئُه مِنْ خطِّه:
يا أديبًا أصولُه ... الغرُّ طابَتْ مغارِسَا
يا جوادًا على العِدا ... مُشْرِقَ النُّورِ شامسا
ومقرًا جنابُه ... سادَ منهم مَجَالِسَا
والذي ساس بالأنا ... ةِ مُلوكًا قَنَاعِسَا
فرأى النَّاظرون منه ... جوادًا وسائِسَا
(١) في (ب): "وجلالة".