للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكثيرًا كلُّ محسنٍ ... كان للعمل قائسا

لو تتَّبعتَ وصفَه ... لأضاقَ المنَافِسَا

وكتب إليه القاضي شمس الدين محمد بن أحمد بن عمر بن كُميل المنصُوري:

يا كعبةَ الطُّلَّاب في عصرِنا ... هذا ويا قِبلَةَ أهلِ الأدبْ

ما اسمٌ لمملوكٍ له قيمةٌ ... نفيسةٌ مِنْ فضةٍ أو ذهبْ

محلُّ وطءٍ بنكاحٍ وقدْ ... يُوطأ بلا عَقْدٍ وماذا عَجَبْ

ثُلثاه بالتَّصحيف طيرٌ يُرى ... ومثلُ ثلثٍ منه بحرٌ رَسَبْ

وإن بدا تصحيفُ معكُوسِهِ ... مِنْ سوءِ ما يبدو نَوَدُّ الهَرَبْ

راحتُه بالبَسْطِ معروفةٌ ... وعينُه يبدو منها العطبْ (١)

فأجابه:

يا أيُّها المولى الذي فضلُه ... سلَّمه أهلُ النُّهى والأدبْ

اهلًا بلُغزٍ طيرُه سانحٌ ... واستغرَقَ الأفكارَ لمَّا احتجبْ

وفاؤه ياءٌ وإن شِئتَ قُلْ ... واوٌ إذا حاجَيْتَ جاءَ العَجَبْ

وعينُه واللام حرفانِ أوْ ... حرفٌ على الحالَيْنِ ممَّن كَتَبْ

جميعُها تُؤْكَلُ لكنَّها ... واحدها يشربُها ذو الطَّربْ

وأصلُه يُلبَسُ واعكِسْ تجِدْ ... في مُدَحِ الفاروق حتى ضربْ

وانقُطْهُ مِنْ تحت فإن تَدْعُهُ ... يطعْ ولا يُنجيه منك الهَربْ

ولما (٢) كان في سنة أربع وعشرين، وحجَّ صاحبُ التَّرجمة، كان ابنُ


(١) مكان هذه المقطوعة بياض في (ب، ط).
(٢) مِنْ هنا حنى قوله: "ذكره هذا هنا استطرادًا" لم يرد في (ب)، حيث أضافه المصنف بخطه في هامش (ح).