للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأجابه:

أمولاي بدرَ الدِّينِ ألغزتَ بلدةً ... لقد جُبْت آفاقَ البلادِ لها جَوْبَا

وفي أذرُعاتٍ باعُ فضلِكَ طائلٌ ... وفي مِصرَ حتى ذَابَ حاسِدُكم ذوْبَا

وكتب إلى البدرُ محاجيًا:

يا فاضلًا بهر (١) الأفهامَ منطقُه ... لقد جَلَوْتَ معمَّى كلِّ مشتَبِه

حاجِ العِدَا لا يَخْطَاك السُّرورُ وَقُلْ ... لجمعِهِمْ ما مثال الحزنِ جيءَ بِه

فأجابه:. . . . . . (٢)

وكتب إلي البدر المذكور:

يا فريدًا في الذَّكا ما بلدةٌ ... قد غدت في جبهة (٣) الإقليم غُرَّهْ

إن تَجِىء بالمِثْلِ مِنْ تصحيفها ... تُلْفَ يا رَبَّ الحِجَى جئت بنْدَرَهُ

فأجابه:

يا شهابَ الدِّين يا مَنْ نظمُه ... في سمائ الحسن قد أشبه نَثْرَهْ

مصرُ فاقتْ بِكَ إشبيليةً ... وبها أصبحت في الرَّوضة زهرهْ

حبَّذا لغزُك مِنْ أحجيَّةٍ ... سحرُها أثَّرَ في الفهام حسرَهْ

شنَّفَتْ سمعي بما قد أفصَحْتَ عن ... بيان فهي في الحالَيْنِ دُرَّهْ

لو رأى الأفْقُ مُحَيَّا شَمْسِها ... إذا تبدَّت ودان يَبْذُلُ بَدْرَهْ

فتجاوَزْ عَنْ جواب مُرسَلِ ... لك يا حامي العُلا في حينِ فترهْ

وتفضَّل وأبِنْ لي بلدةً ... قد غدت للنَّجم في الرِّفعَةِ ضرّهْ

صحَّفِ اللَّفظَ وقُلْ مُشْبِهُهُ ... إن تُرِد في الحال أنْ تُظْهِرِ سِرَّهْ


(١) في (ب): "ابتكر".
(٢) بياض في الأصول.
(٣) في (أ): "جهة".