للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَنْ للغريب مساعدٌ ومُدارِ ... غيرُ اللَّطيف بجودِه المِدْرارِ

مَنْ للغريب المُبتلى بصبابةٍ ... ونوًى فلا ينفكُّ في أفكارِ

قد كان لا يرضى الوصالَ تجنِّيًا ... والآن يقنَعُ بالخيالِ السَّاري

وقوله ردًا على الشهاب بن فضل اللَّه، حيث قال إذ ألزم شهُودَ دمشق بإرخاء العذَبات (١).

أدلَتْ شهودُ الشَّامِ خلفهُمُ ... ذوائبًا في العيان تُحتَقَرُ

كانوا بني آدمَ فمنذ بدت ... أذنابُهم صحَّ أنَّهم بقرُ

فقال:

قل للَّذي شبَّه الذوائب بالأذنا ... بِ أخطأت ما هم بقرُ

فآية الرَّأس ليس تُشبِهُ ما ... في السُّفل بل في غصونهم ثمرُ

(وقوله) (٢) لما سقطت منارةُ الجامَعِ المؤيَّدي:

لجامعِ مولانا المؤيَّد رَوْنَقٌ ... منارتُه بالحُسْنِ تزهو وبالزَّيْنِ

تقولُ وقد مالت عَنِ القَصْدٍ أمهِلُوا ... فليس على جسمي أضرُّ مِنَ العينِ

فتوهَّم الشَّيخُ بدر الدين العيني أنَّه عرَّضَ به، فقيل -وهما للنَّواجي المسكين (٣) -:

منارةٌ كعروس الحُسْنِ إذ جُلِيَتْ ... وهدَّمَها بقضاءِ اللَّه والقدرِ

قالوا: أُصيبَت بعينٍ قلت: ذا غلطٌ ... ما أوجبَ الهَدْمَ إلَّا خسَّةُ الحَجرِ

وكان سبقهما التَّقِيُّ بن حجَّة، وعرَّض بين البُرجي ناظِر العمارة، فقال:


(١) في (ط): "العنايات"، تحريف.
(٢) ساقطة مِنْ (ب).
(٣) في "جمان الدرر": فلمَّا سمعها العيني ذهب للنواجي، فنظم له معارضًا.