للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمتى تعمَّدَ فعلَ ذاكَ وقد درى ... تحريمه وأصرَّ في الفعلِ الرَّدِي

يفسق ويُعْزَلُ مِنْ وظائِفه وفي ... تعزيرِه بالعزلِ أقصى المقصِدِ

حتَّى يتوبَ عَنِ اللَّجاجِ وينتهي ... فيعودُ فيما كان فيه ويبتدي

يا بُؤسَ كلِّ معاندٍ في الحقِّ بَلْ ... نِعْمَ المساعدُ ثم سَعْدُ المُسْعِدِي

هذا جوابي عاجلًا نظَّمتُه ... متبلِّدًا عن خاطرٍ مُتَبدِّدِ

وعلى النَّبيِّ مِنَ المليكِ صلاتُه ... وسلامُه دَأْبي أُتِمُّ وأبتدي

قلت (١): وممَّن أجاب ناظم هذه المسألة عن سؤاله بحاصل ما أجابَهُ بِه صاحبُ الترجمة في مقالهِ جماعة، وهم: مِنَ الشَّافعية: البُلقيني، ومِنَ الحنفية: ابن الدّيري، كلاهما نثرًا ثمَّ نظمًا، وكذا مِنَ الحنفية: العيني، ومن المالكيَّة: الشهاب بن تقي والعلم الأخنائي والبدر بن التَّنسي، أربعتهم نظمًا. ومن الحنابلة: المحبُ بن نصر اللَّه نثرًا ثم نظمًا، وتقرَّرَ عنده الحكمُ منهم.

ثم بعد أزيدَ مِنْ أربعين سنة بَسْبَسَ ووسوس في الوقوع في أشد مما سأل عنه، مع كونه ممَّن لا اعتداد بموافقته ولا مخالفته. ولكن كُلٌّ يعملُ على شاكلته.

إذا رَضِيَتْ عنِّي خيارُ عشَيرتي ... فلا زالَ غضبانًا عليَّ شِرارُها

وقد قال النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ أعانَ في خُصومةٍ بباطلٍ، لم يَزَلْ في سَخَطِ اللَّه حتَّى ينزعَ". نسأل اللَّه العافية مِنْ كلِّ بليَّةٍ.

وكتب إليه الشهاب أحمد السُّنباطي ما نصُّه، وهو مِنْ نظم القاضي شمس الدين ابن كُمَيل المنصوري كما علمتُه بعد:

يا أيُّها الحبرُ الإمامُ المطلبُ ... يا فاتحًا أقفالَ ما يُستصْعَبُ

يا قامعًا أهلَ الضَّلال ودامغًا ... أهلَ المُحَالِ وللجهالةِ مُذْهِبُ

يا مَنْ لعُمْدَةِ عصرنا إنسانُها ... ولجِلَّةِ العصرِ الطرازُ المُذْهَبُ

أنتَ الشِّهابُ المستضاءُ بنورِهِ ... فيكَ استضاءَ مَشَرِّقٌ ومُغرِّبُ


(١) مِنْ هنا إلى قوله: "مِنْ كل بليه" لم يرد في (ب) وأضافه المصنف بخطه في هامش (ح).