للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد حادَ كلٌّ عن سواء مَحَجَّةٍ ... إذ أطلق التَّفْضيل للمستوصِفِ

إني وقد عزَّ (١) التَّفاضل فيهما ... في الجانبين فمن بقي لم يعرفِ

ولئن سما نظمْ لنَجْلٍ نُباتةٍ ... بتغزُّلٍ وترفُّقٍ وتألُّفِ

وقريحةٍ شقَّت معاني أنبأتْ ... عَنْ حُسْنِ مأخذ مُنْشِىءٍ أوْ مَقْتفِي

فلكَمُ جَنَتْ (٢) أيدي البديع جنًى دَنَا ... وصفا لمُشْتَارٍ مِنَ الدُّرِّ الصَّفي

إن لم يكن كلٌّ بدا متأوِّلًا ... فالحِنْثُ حَتْمٌ لازمٌ لا يختفي

لكن أعم نظام الأوَّل فائقٌ ... عند الأعمِّ فبَرُّ ناويه وفي

ولربَّما اقتضت البواطنُ ضدَّ ما ... اقتضيتِ الظَّواهرُ فاحكُمَنْ بتوقُّفِ

هذا وتركُ الخوضِ في أمثال ذا ... أولى وأسلمُ منْ شباكِ الموقفِ

وكتب إليه التَّاجُ عبد الوهاب بن شَرَف (٣) ما سمعته منه، فقال:

يا مَنْ قطفتم مِنَ الآداب أزهارًا ... ومِنْ علوم النُّهي والنَّقْلِ أثمارا

ماذا تقُولُون في أمرِ الوباءِ إذا ... نجمُ الثُّريا بدا مِنْ بعدِ ما غارا

وما المُرادُ مِنَ الغُفْرانِ تسألُه ... عنِ الصِّغار وما فارَقْنَ أوزارا

فاغنَم ثوابَيْنِ مِنْ أجل ابنِ مسألةٍ ... فقد تركت (٤) له سمعًا وابصارا

فأجاب:

إذا الثُّريَّا صَبَاحًا حين تطلُع لا ... يخشي على (٥) الزَّرْعِ مِنْ عاهاته عارا


(١) في (ب، ط): "عرف".
(٢) في (أ): "جنى".
(٣) هو عبد الوهاب بن محمد بن محمد الجوهري، ترجمة المؤلف في الضوء اللامع ٥/ ١١٠ - ١١٢، وأشار إلى هذه المسألة التي هنا.
(٤) في (ب، ط): "تركن".
(٥) في (أ): "مِنْ".