للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلنا: نعم. قالت: اللَّهُمَّ إن كنتَ تعلمُ أنِّي هاجرتُ إليك والى نبيك رجاءَ أن تُعينَني على كلِّ شدَّةٍ،، فلا تحملنَّ عليَّ هذه المصيبة. قال: فما بَرِحْتَا أن كشفَ الثَّوبَ عَنْ وجهه، فطَعِمَ وَطَعِمْنا.

وأمَّا قصَّةُ ذراعِ الشَّاة التي سُمَّتُ بخيبر، فأصلها في الصحيحين وغيرهما مِنْ حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، ولفطه عَنْ أبي داود: أن يهودية أهدت إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بخيبرَ شاةً مَصليَّةً سمَّتها، فأكل رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- منها وأكلَ القومُ، فقال: "ارْفَعوا أيدِيَكم، فإنَّها أخبرتني أنها مسمومة".

ورواه البزار مِنْ حديثِ أنسٍ رضي اللَّه عنه بلفظ: "إنَّ عُضْوًا مِنْ أعضائها يُخبرني أنَّها مسمومةٌ". ورواه مِنْ حديث أبي سعيد رضي اللَّه عنه ونحوه.

وفي حديث جابر رضي اللَّه عنه: "أخبرتني هذه الذراع".

ومن حديث كعب بنِ مالك رضي اللَّه عنه، فقال -صلى اللَّه عليه وسلم- للمرأة: "هل سَمَمْتِ هذه الشاة"؟ قالَت: مَنْ أخبرك؟ قال: "هذا العظمُ"، لساقها، وهو في يده. قالت: نعم. أخرجه الطبراني.

وأما قصة الذي وَأَدَ بنتَه، فذكرها عياضٌ عَنِ الحسن مرسلًا، قال: جاء رجل إلى النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكر له أنَّه طرح بُنَّيةً له في وادي كذا، فانطلق معه إلى الوادي، فقال لها باسمها: "يا فلانة، احْيي بإذن اللَّه"، فخرجت وهي تقول: لبَّيكَ وسعدَيْكَ، فقال لها: "إن أبويك (١) قد أسلما، فإنْ أحبَبْتِ أن أرُدِّك عليهما". قالت: لا حاجة لي فيهما، فقد وجدتُ اللَّه خيرًا لي منهما.

وأما قصة إبراهيم، فرواها أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نُبَيط بن شُريط (٢) في "نسخته" المشهورة عن أبيه، عن جده إبراهيم، وكان قد أدركَ النَّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فمات عنده، فبعث النبىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى أمِّه الفُرَيعَة (٣) بنتِ جابر أنَّ


(١) في (أ): "أبواك" خطأ ..
(٢) في (ط): "شريك"، خطأ.
(٣) في (أ، ح): "العذيقة" وقد أوردها الحافظ ابن حجر في الإصابة ٨/ ١٦٨، فقال: فريعة أم ابراهيم بن نبيط. . .