للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا شاء ربِّي الكفرَ مِنِّي مشيئةً ... فهل أنا عاصٍ باتِّباعِ المشيئةِ

وهل لي اختيارٌ أن أخالف (١) حُكمَه ... فباللَّه فاشْفُوا بالبراهين غُلَّتي

فكتب ما نصه:

يقول الفقير العسقلانيُّ أحمدٌ الذي ... لم يَصِلْ في الفهم للرتبة التي (٢)

ولكنَّه يُثْني على اللَّه حامدًا ... له ويُثَنِّي بالصَّلاة الحميدةِ

على أحمد الهادي البشيرِ وآلِه ... وأصحابِهِ الزَّاكينَ خيرِ البريَّةِ

ويُثني إلى هذي المسائل عاطفًا ... إلى حلِّها مِنْ عُقدِها بالحقيقةِ

لئن كنتَ يا هذا تقرُّ بأنَّه ... تعالى له مُلْكُ الوُجودِ بقُدْرَةِ

فمهما يشاء اللَّه يفعَلُ في الذي ... يراهُ ويُمضي حُكْمَه في الخليقةِ

فسلِّمْ له تَسْلم ودِنْهُ تَفُزْ فَمَنْ ... له يعتَرِضْ يذهب إلى حَيْثُ ألقتِ

وكتب بعد الجواب ما صورته: ويُقسم باللَّه جلت قدرتُه أنه كتب هذا الجواب مرتجلًا في حالة يخَيَّلُ له فيها أن ثمَّ مِنْ يمليه عليه، بحيثُ لم يشطُب في مُسَوَّدَتِها إلَّا على ثلاثة ألفاظ، وعمدتُه في هذا الجواب شيئان:

أحدهما: أن الخطابَ مع مَنْ يقِر بالتَّوحيد ووجودِ الإله الحقِّ الذي ابتدأ الوجود، لا مع مَنْ يعطِّل.

والثاني: أنه تعالى يفعلُ ما يشاء، ولا يُسألُ عمَّا يفعل، ومَنْ توقَّف في هذا، فإنَّه يستند إلى قياسِ الغائب على الشاهد وهو قياسٌ فاسد لفقد الجامع، واللَّه أعلم.

وكتب له بعض العامَّة، ويقال: إنه القيم محمد بن علي بن محمد الفالاتي، عم صاحبنا الشيخ شمس الدين محمد بن علي بن علي، يسأله عن معنى الكرد فقال:

سردت كلَّ علوم الناس أوفى سَرْدْ


(١) في (ط): "أفارق".
(٢) في (ط): "لم يصل يومًا إلى الرتبة التى".