للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الرحمن بن أبي بكر ابن الواقف، وأسماء بنت فاطمة بنت أبي بكر ابن الواقف. فهل ينتقل نصيبُ المتوفِّين المذكورين إلى بركة ومَنْ شاركها في طبقتها، أم إلى بي خاتون وزينب ومَنْ بشاركها في طبقتها، أم إلى أُغُل ومن يشاركها في طبقتها؟.

وقد وقعت هذه الواقعة في دمشق المحروسة، واختلف فيها بعضُ العلماء بها، فقال بعضُهم: إن نصيب المتوفين ينتقلُ إلى أُغُل ومَنْ يشارِكُها في طبقتها دُونَ غيرهم، واحتجَّ بأن المرادَ بأقرب الطَّبقات أقربُ مَنْ في الطبقات، فهو بمنزلة قوله: أقرب أهل الواقف (١) إليه، وليس المراد تقديم أهل الطَّبقة التي هي أقربُ إلى طبقةٍ مِنْ أهل الطبقة التي هي أعلى منها ولا أسفل؛ لأنه لما خصَّ الإخوة والأخوات مِنْ أهل الطبقة، ولم يعتبر بقية الطبقة، لا معهم ولا بعدَهم، علمنا أنَّه لا ينظر إلى مُطْلَقِ الطَّبقة، بل إلى مَنْ هو أقربُ منها إليه، ولو قصد الصَّرف إلى مَنْ هو أقربُ طبقةً إليه، لكان أهل طبقته أولى، فلما عدل بعدَ الإخوة بلى أقرب الطَّبقات عَن طبقته، عُلِمَ أنَّ المراد أقرب الموجودين مِنْ بعدهم إليه، فكأنه قال: على إخوته، ثم الأقربُ فالأقرب إليه دُونَ بقية المستحقين.

وأيضًا فقوله: أقربُ الطَّبقات إليه، يحتمل أن يكونَ المراد أقربَ طبقةٍ إليه، ويحتمل أن يُراد أقرب الموجودين إليه. وهذا الثاني أولى، عملًا بقول الواقف أولًا (٢): تحجب العليا السفلى أبدًا، ما لم يخصَّ بصريح: كقوله: على أنَّ مَنْ مات منهم عَنْ ولدٍ، انتقلَ نصيبُه إلى ولده.

وقال الآخر: إنَّ نصيب المذكورين ينتقلُ إلى بركةَ ومن يشاركها في الطَّبقة؛ لأن قوله: انتقل نصيبُه إلى أقرب الطَّبقات إليه صريحٌ في أنَّ مَنْ كان أقربَ طبقةً إلى الميت استحقَّ نصيبَه، ولا شكَّ أنَّ أهلَ الطبقة الأولى -الذين هم أولادُ الواقف- أبعدُ الطبقات عَنِ الميت، والطَّبقةَ الثانية أقربُ ممَّا


(١) في (ب): "الوقف".
(٢) في (ب): "ولا".