للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قلت: وقد أخرج أبو داود في "السنن" هذا الحديث مِنْ رواية مجاهد، لكنه اقتصر على حديث فاطمة بنتِ قيسٍ، ولم يَسُقْ لفظَه، بل أحال به على طريق أخرى عَنْ فاطمة قبله، ولم يتعرض للزيادة في آخره.

وأخرجه ابن ماجه مِنْ رواية مجالد (١) أيضًا، مقتصرًا على حديث فاطمة بنت في قيس.

وأخرج أبو يعلى مِنْ طريق عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- استوى على المنبر، فقال: "حدَّثني تميم"، فرأى تميمًا في ناحية المسجد، فقال: "يا تميمٌ، حدِّثِ النَّاس بما حدَّثني"، فذكر الحديثَ باختصارٍ.

وهذا لا ينافي ما وقع في رواية فاطمة بنت قيس، لاحتمال أن يكونَ -صلى اللَّه عليه وسلم- قصَّ القصَّةَ، كما في رواية فاطمة بنت قيس، ثم رأى تميمًا، فأمره أن يقُصَّ عليهم ما قصَّ عنه، تأكيدًا. ويستفادُ مِنْ ذلك مشروعيةُ طلب عُلوِّ الإسناد، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وأما حديث جابر رضي اللَّه عنه، فأخرجه أبو داود، وقال: حدثنا واصل بنُ عبد الأعلى، حدثنا ابنُ فضَيل -هو محمد- عن الوليد بن عبد اللَّه بن جُميع، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جبر رضي اللَّه عنه، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذاتَ يومِ على المنبر: "إنه بينما أُنَاسٌ يسيرون في البحر، فنفِدَ طعامُهم، فرُفِعَت لهم جزيرةٌ، فخرجُوا يريدُونَ الخبر، فلقيتهم الجسَّاسة". فقلت لأبي سلمة: ما الجسَّاسَةُ؟ قال: امرأةٌ تجرُّ شعرَ جلدِها ورأسها، "قالت: في هذا القصر رجل". قال: فذكر الحديث، وفيه: "وسأل عن نخل بيسان (٢) وعين زُغَر. قال: هو المسيح". فقال لي ابن أبي سلمة: إنَّ في هذا الحديث شيئًا ما حفظته، قال: شهد جابر (٣) أنه ابنُ صيَّادِ، فقلت: فإنه قد مات. قال: وإن مات. قلت: فإنه أسلم. قال:


(١) في (أ): "مجاهد"، تحريف.
(٢) في (أ): "بستان"، تحريف.
(٣) في (أ، ح): "ابن جابر"، خطأ وانظر الحديث في سنن أبي داود برقم ٤٣٢٨.