ووراء كونِه لم يدع رتبةً أرفع منها، وهو منعه مَنْ يفعلُ ذلك مِنْ طلبته، كما أخبرني الشيخُ البدر أبو علي حسن بن علي الدِّماطي الضَّرير وهو مِنْ طلبته، أن صاحبَ الترجمة سمعه وهو يدعو على مَنْ يروم مَساءته فمنعه مِنْ ذلك، وقال: سلِ اللَّه أن يكفيني أمرَهم.
ونحوه مما شاهدتُه: أنَّ بعضهم حضر إليه وهو مسرورٌ، وأخبره بإدخالِ بعضِ مَنْ ناوأه حبس ذوي الجرائم، فتغيَّظ على المخبِرِ، وقال: إنَّما يفرَحُ بهذا فاسقٌ مِنْ أجل تلبُّسه بهذا المنصب الشريف. انتهى.
والحامل للطاعنين في علاه إنما هو الحسد، وما أحقَّهم بقولِ القائل:
حسَدُوا الفتى إذ لم ينالُوا سعيَهْ ... فالقومُ أعداءٌ لهُ وخُصُومُ