للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتحتانية ساكنة، ثم نون: صاحبنا الإمام برهان الدين إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الحموي، ثم السُّوبيني ثم الطرابلسي، نسبة إلى سُوبين، مِنْ قرى حماة، شافعي المذهب، كثير المعارف في عدة علوم، رأس في الفرائض، وهو اليوم عالم طرابلس، يشغل في فقه الشافعية والحنفية، وحجَّ فقدِمَ علينا سنة أربع وأربعين وهو في الخمسين، دام النفع به. وذكر لي أن جدَّه لأمِّه الشَّيخ عمر السوبيني كان صالحًا، له كرامات، ثم ولي هو قضاء مكة، ثمَّ حلب، ثم رجع إلى طرابلس.

وكذا نوه بالعلَّامة نور الدين بن سالم حتى ولي قضاء صفد، واستمر بها حتَّى مات.

وبالقاضي قطب الدين الخيضَري حتى يتنّبه المرجوع لهم في الولايات والعزل إليه، وصار إلى ما صار، ولم يكن هذا قصده بالتَّنويه، والأعمال بالنيات.

ولما فُتحت المدرسة الأشرفية برسباي، وحضر واقفها فيها، كان صاحبُ التَّرجمة ممن حضر، واستحضر معه مستمليه الزَّين رضوان العقبي، فقال الشَّيخ للسلطان مشيرًا للمدرسة: هذه جنَّةً ويحسُنُ كون رضوان خادمها، فقرَّره في خدامتها الكبرى لحسن هذا التوسُّل] (١).

وممَّا نقلته مِنْ خطِّه في تاريخ "إنباء الغمر" (٢) ما نصه في سنة ثلاث وأربعين: ورحل إلى القاهرة طالبُ حديث الفاضلُ البارعُ قطبُ الدِّين محمد بن محمد بن عبد اللَّه بن خَيضر بن سليمان بن داود بن فلاح (٣) بن ضُمَيْدَة البلقاوي، ثم الدمشقي، ويعرف الآن بالخيضري، نسبةً لجدِّ أبيه، فسمع الكثير، وكتب كتبًا كثيرة وأجزاء، وجدَّ وحصَّل في مدة لطيفة شيئًا كثيرًا، وتوجَّه صُحبة الحاج المصري لقضاء الفرض، وكتب عنِّي في مدة يسيرة المجلد الأول مِنْ "الإصابة في تمييز الصحابة" وقرأه، وعارض به


(١) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب، ط).
(٢) ٩/ ١٠٩.
(٣) في (ب، ط): "صلاح"، تحريف.