للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معي وأتقنه، ونسخ أيضًا "تعجيل المنفعة في رجال الأربعة"، وقرأه كلَّه وأتقنه، وسمع عدَّة أجزاء، وكتب عدَّة مجالس مِنْ "الأمالي"، وخطُّه مليح، وفهمُه جيد، ومحاضراتُه تدلُّ على كثرة استحضاره. انتهى.

وسأله القطب في أشياء، منها: الإذن له بالإفتاء والتدريس فما أجابه، [بل وعده بالإجابة] (١) في وقت عيَّنه له حسبما كتبه صاحب التَّرجمة بخطه.

وكذا التمس منه الكتابة على "طبقات الشافعية" مِنْ جمعه، فأجابه بما حاصله أنَّه كان اللائق به نسبة ما جرده مِنْ حواشي نسخته "بالطبقات الوسطى" للتاج السبكي إليه، في كلام فيه طول، يدل على مزيد تأثُّرٍ منه يتضمن عتبًا زائدًا، لا سيما حين رآه ينقل عن المقريزي أشياء إنَّما عُمْدَةُ المقريزي فيها على شيخنا. قال:

ولم تزل قلَّة الإنصاف قاطعةً ... بين الرجال ولو كانوا ذوي رَحِمِ

ونوَّه أيضًا بكلٍّ مِنَ البدر زين ابن التنسي المالكي، والبغدادي الحنبلي حتى ولي قضاء مذهبه استقلالًا.

وكذا نوَّه بالقاضي عز الدين الحنبلي، بحيث راج ذكره بسبب ذلك، كما أسلفته في الباب الثاني.

وكان رحمه اللَّه -ولي كما أسلفت في الباب الرابع- ربما نزل لبعض طلبته أو أصحابه عما يكون باسمِه مِنَ الوظائف السَّنِيَّة، قصدًا لاشتهار أمرهم، لا سيما فيما لا يكون لهم به شهرة ممَّا يعلم هو تحقُّقَهم به، كما وقع له مع العلامة البدر بن الأمانة والشهاب بن المحمَّرة، حيث نزل للأوَّل -كما مضى- عن درس الحديث، وللثاني عن درس الفقه، وقيل: لو عكس، لكان أمسَّ، فقال: إنَّما أردتُ اشتهارهما بما لا شُهْرَة لهما به مما يعلمانه.

وكتب ورقة للظاهر يُثني فيها على بعض طلبته، ويعرفه بفاقتهِ، رجاء إحسانه إليه وعطفه عليه.


(١) ما بين حاصرتين ساقط مِنْ (أ).