للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومرَّة أخرى للشيخ علي الخراساني المحتسب، ليكون واسطة بينه وبين الظاهر، وافتتحها بقوله: القضائي الشَّيخي النُّوري العبد أحمد يقبِّل الأرض، مبتهلًا بالدُّعاء الصالح لمولانا، ومذكِّرًا له بما كان كلَّمه قديمًا بسبب الماثل بها، ثمَّ أثنى عليه. قال: والمقصود الأعظم تحصيلُ ما يكفُّ به وجهه عن السؤال، بحيث يكون راتبًا جاريًا لكفايته، وسببًا متَّصلًا بتحصيل عِفَّتِه، وأجرًا وافيًا يضيءُ نورُه لمن ساعده في صحيفته.

ومرة أخرى إلى الزَّيني الاستادار. وتكرَّرت كتابته له مرَّة، بسبب الشهاب ابن أسد حتى استقرَّ به في إمامة مدرسته، ومرَّة بسبب غيره حتى استقر به في قراءة الحديث بجامع بولاق، وطالما كان يرسل مشرفاته بسبب مِنْ يقصِدُه مِنَ الطَّلبة ونحوهم في الحوائج إلى مِنْ يحصّل له غرضه، ولو كان المكتوبُ إليه منحطَّ الرُّتبة، وربما أرسل قاصدَه وتلميذه أو غير ذلك، ولا يبخل بالثَّناء على المرسل بسببه، بل يصفُه بالأوصاف الحَسَنةِ التي يرتقي بها الطالبُ بأحسنِ عبارة وأمتن إشارة، بحيث تكونُ عندَ صاحبَ الحاجة -غالبًا- أشهى مِنْ قضائها، وربما أدَّاه سروره بتلك الألفاظ لحفظها أو كتابة صورتها. وممن أعرف الآن منهم مِنْ أصحابنا: الشَّيخ شمس الدين الجوجري والشَّيخ عبد الرحيم الأبناسي وأبو (١) حامد القدسي، وهو الذي أبهمتُه قريبًا (٢)، وابن خليل.

وفي إيراد بعض ذلك -فضلًا عن جميعه الذي لا تمكن الإحاطة به- طول.

وممَّن كتب له لكلِّ واقفٍ عليه في سَفْرَةٍ سافرها الشَّيخ شمس الدين النَّواجي، ولجماعة مخصوصين صاحبُنا الشَّيخ نجم الدين بن فهد كما سيأتي عند اسمه مِنَ الباب الذي يلي هذا (٣).

وكذا كتب مِنْ أجلي مرَّة قُصَّةً كاملةً بخطه لأبي الخير النَّخَّاس، فكان مِنْ جملتها: وأنَّه مِنَ الملازمين بالاشتغال بالسُّنَّة النبوية ليلًا ونهارًا.

ورسالة للزَّيني الاستادار مرَّةً بعد أخرى في أحدهما: أنَّه مِنْ المهرة في


(١) في (أ): "وأب"، خطأ.
(٢) ص ١٠١٢ مِنْ هذا الجزء.
(٣) ص ١١٢١.