للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الوداك، عن أبى سعيد، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقوم إلى خشبة يتوكأ عليها، يخطب كل جمعة، حتى أتاه رجلٌ من القوم، فقال: إن شئت جعلت لك شيئًا إذا قعدت عليه كنت كأنك قائمٌ؟ قال: "نَعَم"، قال: فجعل له المنبر، فلما جلس عليه حنت الخشبة حنين الناقة على ولدها، حتى نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضع يده عليها، فلما كان من الغد، رأيتها قد حُوَّلت، قلنا: ما هذا؟ قالوا: جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - البارحة وأبو بكرٍ وعمر فحولوها.

١٠٦٨ - حدّثنا مسروق بن المرزبان، حدّثنا ابن أبى زائدة، عن أبيه، عن أبى إسحاق، عن سعيد: عن جابر بن عبد الله قال: فحنت الخشبة حنين الناقة الحلوب.


= قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ آفته مجالد بن سعيد فهو سيئ الحفظ مضطرب الحديث، لكن للقصة شواهد صحيحة ثابتة. يأتى بعضها [برقم ٣٣٨٤]، وقبله [برقم ٢٧٥٦]، ولم أجد ما يشهد لآخره: (فلما كان من الغد: رأيتها قد حولت، ... إلخ .. ) اللَّهم إلا ما أخرجه المؤلف [برقم ٢١٧٧]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [٤/ ٣٩٣]، من حديث جابر وهو الآتي أيضًا [برقم ١٠٦٨]، ولكن مختصرًا مثل سياقه هنا، وفى آخره نحو تلك الزيادة الأخير من حديث أبى سعيد ...
لكن يبدو لى أنها زيادة غير محفوظة من الطريقين معًا، فقد رواهما المؤلف من طريق شيخه مسروق بن المرزبان عن يحيى بن أبى زائدة. تارة عن مجالد عن أبى الوداك عن أبى سعيد به كما هنا، وتارة عن أبى إسحاق عن سعيد عن جابر به ...
هكذا انفرد مسروق بن المرزبان بالحديثين وفيهما تلك الزيادة، لكن ليس مسروق ممن يحتمل تعدد الأسانيد لقصة واحدة، فالظاهر أنه لم يحفظه فاضطرب فيه، وقد ضعفه أبو حاتم الرازى ومشاه غيره ..
ومئله لا يحتمل منه قبول هذا، وقد رواه حماد بن أسامة - الثقة الإمام - عن مجالد بإسناده إلى أبى سعيد به، فذكره بنحوه ليس فيه تلك الزيادة الأخيرة عند المؤلف.
وهذا يزيد أنها - إن شاء الله - ليست من تخاليط مجالد بن سعيد، والحديث ثابت دونها كما قلناه آنفًا.
١٠٦٨ - صحيح: دون قوله (الحلوب): أخرجه المؤلف [برقم ٢١٧٧]، من هذا الطريق مطولًا .. وليس فيه كلمة (حلوب)، انفرد بها هنا مسروق بن المرزبان. وهو ليس ممن يحتج مما ينفرد به فكيف بما خالفه فيه الثقات؟!.=

<<  <  ج: ص:  >  >>