للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَدْ أَنْذَرَ الدَّجَّالَ قَوْمَهُ، وَإنِّى أُنْذِرُكمُوهُ، إنَّهُ أَعْوَرُ ذُو حَدَقَةٍ جَاحِظَةٍ، وَلا يَخْفَى كَأَنَّهَا نُخَاعَةٌ في جَنْبِ جِدَارٍ، وَعَيْنُهُ الْيُسْرَى كَأنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ، وَمَعَهُ مِثْلُ الجنَّةِ وَالنَّارِ، فَجَنَّتُهُ عَيْنٌ ذَاتُ دُخَانٍ، وَنَارُهُ رَوْضَةٌ خَضْرَاءُ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلانِ يُنْذِرَانِ أَهْلَ الْقُرَى، كُلَّمَا خَرَجَا مِنْ قَرْيَةٍ دَخَلَ أَوَائِلُهُمْ، فَيُسَلَّطُ عَلَى رَجُلٍ لا يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهِ فَيَذْبَحُهُ ثُمَّ يَضْرِبُهُ بِعَصَاهُ، ثُمَّ يَقُولُ: قُمْ، فَيَقُولُ لأَصْحَابهِ: كيْفَ تَرَوْنَ، أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟! فَيَشْهَدُونَ لَهُ بِالشِّرْكِ، فَيَقُولُ الرَّجُلُ المْذْبُوحُ: يَا أَيَّهَا النَّاسُ، إنَّ هَذَا المْسِيحُ الدَّجَّالُ الَذِى أَنْذَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -! فَيَعُودُ أَيْضًا فَيَذْبَحُهُ، ثُمَّ يَضْرِبُهُ بِعَصَاهُ، فَيَقُولُ لَهُ: قُمْ، فَيَقُولُ لأَصْحَابِهِ: كَيْفَ تَرَوْنَ، أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟! فَيَشْهَدُونَ لَهُ بِالشِّرْكِ، فَيَقُولُ المْذْبُوحُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَا إنَّ هَذَا المْسِيحُ الدَّجَّالُ الَذِى أَنْذَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، مَا زَادَنِى هَذَا فِيكَ إلا بَصِيرَةً، وَيَعُودُ فَيَذْبَحُهُ الثَّالِثَةَ، فَيَضْرِبُهُ بِعَصَاهُ، فَيَقُولُ: قُمْ، فَيَقُولُ لأَصْحَابِهِ: كيْفَ تَرَوْنَ، أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟! فَيَشْهَدُونَ لَهُ بِالشِّرْكِ، فَيَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّ هَذَا المَسِيح الدَّجَّال الَذِى أَنْذَرَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، مَا زَادَنِى هَذَا فِيكَ إلا


= قلتُ: وهذا إسناد واه. ابن أرطأة سيئ الحفظ، والعوفى ضعيف أيضًا. وقد توبع عليه ابن أرطأة مطولًا: تابعه فراس المكتب عند الحاكم [٤/ ٥٨١] وهو في "مسانيد فراس" [رقم ٤٤]، ولكن لم يسق لفظه بطوله، وتابعه الأعمش عليه أيضًا. ولكن مختصرًا ببعضه عند المؤلف [١٣٦٦] وابن شاهين في "حديثه" [رقم ٤٥]، وابن عساكر في "تاريخه" [٤٤/ ٣٣١].
وقد توبع عليه عطية العوفى: تابعه أبو الوداك على ثلثه الأول فقط نحو لفظ المولف. أخرجه أحمد [٣/ ٧٩]، وابن أبى شيبة [٣٧٤٦٥]، من طريق مجالد بن سعيد عن أبى الوداك به ... ومجالد مضطرب الحديث، لكن متابعته لعطية العوفى على نحو لفظ المؤلف لثلثه الأول، مما يقويه إن شاء الله بهذا السياق وذاك اللفظ.
وقد توبع عليه مجالد: تابعه قيس بن وهب ولكن بقصة الشاب الذي يقتله الدجال ثم يحييه: أخرجه مسلم [٢٩٣٨] وسيأتى [١٤١٠]، وللحديث بسائر فقراته وشواهد من غير حديث أبى سعيد. اللَّهم إلا قول أبى سعيد في آخره: (كنا نرى ذلك الرجل عمر بن الخطاب ... إلخ) فقد تفرد به عطية العوفى عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>