قلتُ: وهذا ساقط أيضًا، والحارث متروك عندهم. ٢ - وتابعه قتادة الإمام مثله نحو سياق المؤلف عند أبى داود [٤٢٨٥]، والحاكم [٤/ ٦٠٠]، والطبرانى في "الأوسط" [٩/ رقم ٩٤٦٠]، والخطابى في "غريب الحديث" [٢/ ١٩١]. وهكذا رواه سهل بن تمام وعمرو بن عاصم الكلابى وعفان بن مسلم، وثلاثتهم عن عمران القطان عن قتادة به ... أما عفان فثقة إمام، وأما عمرو بن عاصم فصدوق متماسك، وأما سهل بن تمام فقد قال عنه أبو زرعة: "لم يكن بكذاب، كان ربما وهم في الشئ" ووثقه ابن حبان وحده لكنه قال: "كان يخطئ "لكن روى عنه أبو داود وأبو حاتم وأبو زرعة وهذا ينفعه إن شاء الله. فما أشبهه بقول الحافظ في "التقريب": "صدوق يخطئ"! ثم وجدتُ إبراهيم الحربى قد روى هذا الحديث في كتابه "غريب الحديث" [١/ ١١١]، عن سهل بن تمام بإسناده لكنه وقفه على أبى سعيد، واختصر متنه هكذا: (المهدى أجلى الجبهة) هكذا فقط، فهل اضطرب فيه سهل بن تمام؟ أم أن الاضطراب فيه إنما هو من شيخه عمران القطان؟ وعمران هذا مختلف فيه وثقه جماعة ومشاه آخرون. وضعفه ابن معين والنسائى. وغيرهما وقال الداقطنى: "كان كثير المخالفة والوهم" فمثله لا يستبعد عليه أن يضطرب في الحديث رفعًا ووقفًا. * وبالجملة: فطريق قتادة هذا هو أقوى طرق هذا الحديث. وقد رأيتَ ما فيه. ثم رأيتُ عمران القطان قد خولف فيه، كما تراه عند نعيم بن حماد في "الفتن" [رقم ١٠٦٣]. • تنبيه: شيخ المؤلف (قطن بن نسير) متهم بسرقة الحديث، وشيخه عدى بن أبى عمارة. متكلم فيه أيضًا. راجع "اللسان" [٤/ ١٦٠].