قلتُ: قد صرح قتادة بالسماع عند الشجرى. وقد توبع عليه أيضًا: تابعه أبو حمزة من رواية شعبة عنه بأتم من لفظ قتادة: أخرجه الطيالسى [٢٢١١]، وأحمد [٣/ ٤٤]، والبيهقى في "الشعب" [٣/ رقم ٣٥٠٤]، وأبو نعيم في "الحلية" [٧/ ٢٠٣]، وابن الجعد [١٢٨١]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [٢٠/ ٣٨٨]، والطبرى في "التهذيب" [رقم ١٠]. وأبو جمرة هو نصر بن عمران الضبعى الثقفى المشهور. لكن وقع في ترجمة هلال بن حصن من "تاريخ البخارى" و"ثقات ابن حبان" و"الجرح والتعديل" أن الذي يروى عنه هو (أبو حمزة) بالزاى، وهكذا وقع في "مسند أحمد" و"حلية أبى نعيم". لكن وجدتُ العلامة الناقد المعلمى اليمانى قد صوَّب كونه الأول، وأيَّد ذلك بكون المزى قد ذكر أن (أبا حمزة) من شيوخه: هلال بن حصن كما في "التهذيب" [٢٩/ ٣٦٣]، لكن تصحف (هلال بن حصن) عند المزى إلى (حصين) بالتصغير. أما الإمام الألبانى فلم يعجبه هذا، وجزم في "الصحيحة" [٥/ ٣٩٩]، بكون الواقع في إسناد هذا الحديث إنما هو (أبو حمزة) بالزاى، فقال: "وأبو حمزة هو عبد الرحمن بن عبد الله المازنى جار شعبة، وهو ثقة من رجال مسلم" ثم ردَّ على المعلمى اليمانى تصويبه الماضى، فقال: "وهذا التصويب لا وجه له؛ لأن الأصول كلها، اتفقت على أنه أبو حمزة، فتخطئتها كلها لأن المزى ذكر في شيوخ هلال (أبا جمرة) بالجيم، لا ينهض دليلًا على التصحيف المذكور؛ لاحتمال أن يكون كلّ من أبى حمزة وأبى جمرة قد روى عن هلال .... ". =