وخولف الدراوردى فيه! خالفه ابن لهيعة فرواه عن عمارة فقال: عن الزهرى عن سعيد بن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت به. هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط" [١/ رقم ٣١٥]، من طريق ابن لهيعة به، وهذا غلط في غلط، والمحفوظ عن عمارة: إنما هو بالإسناد الأول. كما ذكره البزار وغيره. قال الدارقطنى في "علله" [١/ ١٨٧]، عقب ذكْره هذا الطريق: "وإنما روى الزهرى عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه من هذا الحديث ألفاظًا يسيرة: وهى قوله: "فقدت من سورة الأحزاب آية قد كنت أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت" ضبطه عن الزهرى كذلك: إبراهيم بن سعد وشعيب بن أبى حمزة وعبيد الله بن أبى زياد ..... ". قلتُ: وهذا القدر ثابت عند البخارى [٣٨٢٣]، وجماعة كثيرة من طرق عن الزهرى به كما قاله الدارقطنى. ثم وجدتُ الدارقطنى قد ذكر اختلافًا آخر وقع في سنده على عمارة بن غزية، ورواه مالك بن أنس عن الزهرى فقال: عن سالم وخارجة به مرسلًا ... ثم اختلف أصحاب مالك عليه في إسناده، كما ذكره الدارقطنى في الأحاديث التى خولف فيها مالك [ص ٥٤]، وشرح ذلك هنا يطول منى جدًّا. وقد رجَّح الدارقطنى في "علله" [١/ ٨٨]، من كل تلك الوجوه الماضية: ما رواه إبراهيم بن سعد وأصحابه - وهو الوجه الأول - عن الزهرى عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت به .. فقال: "والصحيح من ذلك: رواية إبراهيم بن سعد وشعيب بن أبى حمزة و ... ، فإنهم ضبطوا الأحاديث عن الزهرى، وأسندوا كل لفظ منها إلى رواية وضبطوا ذلك ... " وهو كما قال. ٦٥ - صحيح: انظر قبله.